توقيت القاهرة المحلي 18:57:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات

  مصر اليوم -

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات

بقلم : أمينة خيري

كان وسيظل عيد الأم من أجمل الأعياد. الاحتفاء بالأم شعور مستمر ومتغلغل. لكن ستظل فكرة رائعة أن يتم الاحتفاء بالأمهات اللاتى ولدن أبناءً وبنات، وأولئك اللاتى ربين وأثّرن فى بنات وأبناء، دون شرط الولادة فى يوم ربيعى من أيام العام. ورغم فقدانى والدتى الحبيبة قبل أيام قليلة، وهو فقدان أعمق من أى كلمات رثاء أو دموع بكاء، إلا أننى لا أحبذ أبدًا مطالبات البعض بعدم الاحتفاء به مراعاة لمشاعر من فقدوا أمهاتهم. بل أرى فى مثل هذه المطالبات تقليلًا من سمو مكانة الأمهات ومشاعرنا تجاههن. فوجود الأم جسديًا لم ولن يكون أبدًا شرطًا للاحتفاء بها.

مرة أخرى نحتفى بالأم وما تمثله الأم، وليس بأم بعينها أو بفئة من فئات الأمهات دون غيرهن. ولهذا أقول إنه لا يصح أبدًا أن نصر على المضى قدمًا فى حفر وتثبيت صورة نمطية واحدة لا ثانى لها لـ «الأم المثالية». مفهوم تمامًا أن الأم المطحونة المسحوقة المضروبة الغارقة فى فقر مدقع، هى أم مكافحة وتستحق أن نحملها على الأعناق، وندين لها جميعًا بالعرفان والاحترام. وبالطبع كلما زادت توليفة المصاعب والضغوط، حيث وفاة الزوج المبكر أو مرضه أو محاربة أهله لها، أو تخلى أهلها عنها، أو اختيارها الطريق الصعب، حيث تعليم الأبناء رغم ضيق ذات اليد، أو غير ذلك من الضغوط الرهيبة- اعتبرناها جميعًا أمًا رائعة ونموذجًا يحتذى.

لكنى أعترض قلبًا وقالبًا على تنميط «الأم المثالية» دائمًا وأبدًا فى تلك المرأة المسحوقة تمامًا، أو التى تعيش فى العدم أو الغارقة وأسرتها فى الضنك والعوز والبؤس والشقاء. أعلم تمامًا أن هذا يحدث منذ تم ابتكار عيد الأم فى مصر قبل 66 عامًا. لكن «الأفورة» سمتنا، والتنميط من عيوبنا، وصناعة آلهة بأفكار جامدة قاسية عنصرية احترفها البعض حتى صارت غير قابلة للمساس، وإن مسسناها تم نعتنا بالفوقية والطبقية وعدم الإحساس بالآخرين.

ومثل هذه الوصمات من شأنها أن ترهب كل من تسول له نفسه أن يقترح الخروج من حصر صورة الأم «المثالية» فى تلك السيدة الرائعة مدقعة الفقر أو شديدة البؤس التى تصعب على الكافر. ألا تستحق الأم المنتمية للطبقة المتوسطة، والتى لا تسف ترابًا بالضرورة، وربما لديها قصة نجاح ثرية، أن تكون نموذجًا يحتذى؟.. ألا تستحق الأم الأنيقة التى غرست فى أبنائها قواعد الذوق والأدب فى التعامل، مظهرًا وجوهرًا، أن تكون نموذجًا يحتذى؟.. ألا تستحق الأم المبتسمة خفيفة الظل، أو صاحبة النظرة الفلسفية فى الحياة، أو المعتنقة الأسلوب العلمى العملى فى التربية أن تكون نموذجًا هى الأخرى؟. هذه ليست دعوة لإقصاء الفقراء والمساكين، لكنها دعوة ليتسع صدر الفقراء والمساكين لغيرهم، ممن قد يكونون أوفر حظًا اقتصاديًا لكن لديهم نماذج لأمهات تحتذى، وقصص نجاح ليست غارقة بالضرورة فى تراجيديا القحط والضنك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات تحية للأمهات المسحوقات والميسورات



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon