توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات

  مصر اليوم -

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات

بقلم : أمينة خيري

كان وسيظل عيد الأم من أجمل الأعياد. الاحتفاء بالأم شعور مستمر ومتغلغل. لكن ستظل فكرة رائعة أن يتم الاحتفاء بالأمهات اللاتى ولدن أبناءً وبنات، وأولئك اللاتى ربين وأثّرن فى بنات وأبناء، دون شرط الولادة فى يوم ربيعى من أيام العام. ورغم فقدانى والدتى الحبيبة قبل أيام قليلة، وهو فقدان أعمق من أى كلمات رثاء أو دموع بكاء، إلا أننى لا أحبذ أبدًا مطالبات البعض بعدم الاحتفاء به مراعاة لمشاعر من فقدوا أمهاتهم. بل أرى فى مثل هذه المطالبات تقليلًا من سمو مكانة الأمهات ومشاعرنا تجاههن. فوجود الأم جسديًا لم ولن يكون أبدًا شرطًا للاحتفاء بها.

مرة أخرى نحتفى بالأم وما تمثله الأم، وليس بأم بعينها أو بفئة من فئات الأمهات دون غيرهن. ولهذا أقول إنه لا يصح أبدًا أن نصر على المضى قدمًا فى حفر وتثبيت صورة نمطية واحدة لا ثانى لها لـ «الأم المثالية». مفهوم تمامًا أن الأم المطحونة المسحوقة المضروبة الغارقة فى فقر مدقع، هى أم مكافحة وتستحق أن نحملها على الأعناق، وندين لها جميعًا بالعرفان والاحترام. وبالطبع كلما زادت توليفة المصاعب والضغوط، حيث وفاة الزوج المبكر أو مرضه أو محاربة أهله لها، أو تخلى أهلها عنها، أو اختيارها الطريق الصعب، حيث تعليم الأبناء رغم ضيق ذات اليد، أو غير ذلك من الضغوط الرهيبة- اعتبرناها جميعًا أمًا رائعة ونموذجًا يحتذى.

لكنى أعترض قلبًا وقالبًا على تنميط «الأم المثالية» دائمًا وأبدًا فى تلك المرأة المسحوقة تمامًا، أو التى تعيش فى العدم أو الغارقة وأسرتها فى الضنك والعوز والبؤس والشقاء. أعلم تمامًا أن هذا يحدث منذ تم ابتكار عيد الأم فى مصر قبل 66 عامًا. لكن «الأفورة» سمتنا، والتنميط من عيوبنا، وصناعة آلهة بأفكار جامدة قاسية عنصرية احترفها البعض حتى صارت غير قابلة للمساس، وإن مسسناها تم نعتنا بالفوقية والطبقية وعدم الإحساس بالآخرين.

ومثل هذه الوصمات من شأنها أن ترهب كل من تسول له نفسه أن يقترح الخروج من حصر صورة الأم «المثالية» فى تلك السيدة الرائعة مدقعة الفقر أو شديدة البؤس التى تصعب على الكافر. ألا تستحق الأم المنتمية للطبقة المتوسطة، والتى لا تسف ترابًا بالضرورة، وربما لديها قصة نجاح ثرية، أن تكون نموذجًا يحتذى؟.. ألا تستحق الأم الأنيقة التى غرست فى أبنائها قواعد الذوق والأدب فى التعامل، مظهرًا وجوهرًا، أن تكون نموذجًا يحتذى؟.. ألا تستحق الأم المبتسمة خفيفة الظل، أو صاحبة النظرة الفلسفية فى الحياة، أو المعتنقة الأسلوب العلمى العملى فى التربية أن تكون نموذجًا هى الأخرى؟. هذه ليست دعوة لإقصاء الفقراء والمساكين، لكنها دعوة ليتسع صدر الفقراء والمساكين لغيرهم، ممن قد يكونون أوفر حظًا اقتصاديًا لكن لديهم نماذج لأمهات تحتذى، وقصص نجاح ليست غارقة بالضرورة فى تراجيديا القحط والضنك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للأمهات المسحوقات والميسورات تحية للأمهات المسحوقات والميسورات



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon