توقيت القاهرة المحلي 09:49:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغارمون والمغرومون

  مصر اليوم -

الغارمون والمغرومون

بقلم : أمينة خيري

هذا الكم من الخير وقنوات العطاء- التي يمكن للمصريين الأكثر حظًا والمغرومين بعمل الخير أن يشاركوا من خلالها لمد يد العون للأقل حظًا- مذهل حقًا. وهذا الخير يسلط عليه شهر رمضان الضوء من خلال هذا الكم المذهل من الإعلانات، التي تدعو إلى التبرعات والتكافلات والمساهمات والتكاتفات وغيرها. قد يكون رمضان هو موسم الخير، لكنه بالطبع مستمر طيلة العام.

وطيلة العام نتابع قصص الغارمات.. أفراد، النسبة الكبرى منهن نساء، تضطرهن ظروف الحياة، وأضيف إليها بعض عادات وتقاليد المجتمع التي أكل عليها الزمان وشرب وبال، إلى الاستدانة وإمضاء إيصالات أمانة أو شيكات بالمبالغ التي يتعذر سدادها، وهو ما يؤدى إلى سجن المستدينة أو الغارمة.

والغارمات قصصهن متطابقة: تركها زوجها وأرادت أن تُزوِّج ابنتها الكبرى، ضربها زوجها وأرادت أن تشترى «تليفزيون» وغسالة لبيتها، زوجها غير قادر على العمل وعريس الابنة الصغرى هدد بفسخ الخطبة إن لم يتم توفير جهازها، تُوفِّى زوجها تاركًا لها سبعة أبناء وبنات فقررت أن تُزوِّج البنات وترسل الأبناء للعمل على توك توك أو ورشة، وهلم جرا. وجرت العادة أن نسمع قصص الغارمات ونذرف معهن الدمع وتنفطر قلوبنا لأجلهن. لكن ربما يمكننا بعد تجفيف الدموع وإصلاح القلوب أن نمد لهن يدًا أكبر وأعمق، حتى وإن كانت أصعب من العون. وبصراحة شديدة، فإن منظومة «الجهاز» و«القائمة»- وأثاث الغرف الثلاث لزوم زواج الابنة الكبرى، والأجهزة الكهربائية ومحتويات الـ«نيش» شرط زفاف الابنة الوسطى، والطقم الصينى واللحاف الماليزى والعباءة التايوانى فرض كتب كتاب الابنة الصغرى وغيرها من تضييقات إتمام الزيجات- يجب أن تتم مواجهتها مجتمعيًا.

وبدلاً من الاستمرار في معالجة الآثار الناجمة عن المرض، وإنفاق الملايين لمداواة الأعراض الجانبية له، لماذا لا نواجه أصل المشكلة: حملات توعية، محتوى مدرسى، برامج إعلامية، سفراء نوايا حسنة لوقف مهزلة تحرير شيكات وإيصالات لإرضاء مجتمع لن يرضى عنك ولو تم تنفيذ حكم الإعدام فيك شنقًا؟!. من جهة أخرى، فإن نسبة كبيرة من قصص الغارمات التي تقطع القلب تدور حور جهاز الابنة، وحين تبحث في التفاصيل تجد الابنة في الـ16 أو الـ17 أو الـ18 من عمرها، وهذا إن دَلّ على شىء، فإنما يدل على أننا نشجع ونروج وندعم زواج الطفلة، بالإضافة إلى أن ساكنًا لا يتحرك لدينا فيما يختص بتسرب هؤلاء البنات من التعليم والتخلص من عبئهن عبر الزواج. والعروس الطفلة بالطبع ليست ابنة وحيدة، فلديها أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة إخوة، وهو ما يستدعى المزيد من سكب الدموع وانفطار القلوب. لكنه يستدعى أيضًا يقينًا بأن تضافر جهودنا لسداد دَيْن الأم وإكمال زواج الابنة سيؤدى كذلك إلى استمرار حلقة الفقر والاستدانة والزواج المبكر إلى ما شاء الله. الحل يكمن في علاج المشكلة وليس مداواة الآثار الجانبية فقط. على المغرومين بعمل الخير مساعدة الغارمين والغارمات بالتوعية أيضًا.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارمون والمغرومون الغارمون والمغرومون



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon