توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليه لأ؟!

  مصر اليوم -

ليه لأ

بقلم : أمينة خيري

«ليه لأ؟!» يذكرنا بطبقة مهددة بالانقراض فى مصر اسمها الطبقة المتعلمة تعليمًا جيدًا، المواكبة للعصر بشكل معقول، المتشبثة بالعادات والتقاليد المصرية قبل مسوخ السبعينيات، والتى كدنا ننسى أنها موجودة بيننا تحت وطأة غزو «اللمبى» وتوغل «الأسطورة» من جهة، وجدلية دخول الحمام بالرجل الشمال وحكم وضع قطرة العين أثناء الصيام من جهة أخرى. نسمات هواء عليل ترطب حرارة أغسطس القائظة وأحداث الكوكب الملتهبة عبر المسلسل المتاح على أحد تطبيقات المشاهدة. يحوى العمل قائمة نسائية رائعة، منهن مريم نعوم المشرفة على ورشة السرد، ومريم أبوعوف المخرجة، والفنانات أمينة خليل وهالة صدقى وشيرين رضا وعايدة الكاشف ومريم الخشت، بالإضافة إلى توليفة جميلة من الفنانين الرجال، منهم محمد الشرنوبى وهانى عادل وعمر السعيد وصدقى صخر والرائع تميم عبده، ولا ننسى أغنية التتر التى تقول الكثير عن موضوع المسلسل «اللى قادرة» بصوت آمال ماهر الجميل. شعور عميق بالنوستالجيا لابد أن يتملك المشاهد وهو يستمع إلى مخارج ألفاظ الممثلين. إنها مخارج ما قبل زمن «اللمبى» و«أساحبى» و«يا برنس»، وتلك اللغة الجديدة المعتمدة على التطجين وحرف العين المهيمن على أغلب الحروف. ويدرك المشاهد ما وصلنا إليه من سلوكيات حين يستمع إلى كلمة «شكرًا» و«آسف» و«من فضلك» و«لو سمحت» تتكرر، ويكتشف أن آخر مرة سمع إحدى هذه الكلمات فى الشارع كانت فى ثمانينيات القرن الماضى. ويبدو أن القائمات والقائمين على «ليه لأ» اتخذوا قرارًا بتقديم هذه الشريحة المجتمعية المهددة بالانقراض بعيدًا عن حياة الكومباوند والفيلات الشاهقة الفارهة باستثناء فيلا واحدة من هذه النوعية. أغلب المشاهد الخارجية فى شوارع وعمارات وشقق فى وسط القاهرة والزمالك، وهى المناطق التى كادت تختفى من الأعمال الدرامية الجديدة. حتى محتويات الشقق تبدو مألوفة. فلا هى بهرجة فيلات أثرياء الحرب، ولا هى الفقر المدقع والغلب البائس الشائعان. إنها بيوت مصرية أصيلة لأشخاص ينتمون لتقسيمات الطبقة المتوسطة، رمانة ميزان المجتمعات الصحية. حتى ملابس الممثلين والممثلات هى تلك التى يرتديها المصريون الطبيعيون، فلا هى وارد ثقافات أخرى غير ثقافتنا، ولا هى مُبالغ فى رونقها وأسعارها. سر روعة التفاصيل الصغيرة فى «ليه لأ؟!» يكمن فى أنها طبيعية. لكن الطبيعى يعتبره آخرون شريرًا وخبيثًا. منهم من سلم نفسه لثقافة السبعينيات القبيحة، ومنهم من احترف دفن الرؤوس فى الرمال. استقلال الفتاة مطروح للنقاش فى المسلسل، لكنه بالطبع يلقى تقطيعًا بالسواطير وجدلًا بالكرابيج من أعضاء جماعة الأمر بالمعروف. منظومة «الزواج.. وكيف ولماذا نتزوج؟» يعالجها المسلسل برؤية واقعية حتى لو ظلت مرفوضة من المجتمع. الصراع بين الأجيال ومتى وكيف يفتح الكبار الباب أمام الصغار أيضًا تتم معالجتها بعذوبة شديدة، ناهيك عن التعرض لعمل الأطفال، وإيواء الكلاب بعيدًا عن جنون تسميمهم، والعنف المنزلى، وغيرها.

الفن قادر على تطهير المجتمع؟! ليه لأ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليه لأ ليه لأ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon