توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليه لأ؟!

  مصر اليوم -

ليه لأ

بقلم : أمينة خيري

«ليه لأ؟!» يذكرنا بطبقة مهددة بالانقراض فى مصر اسمها الطبقة المتعلمة تعليمًا جيدًا، المواكبة للعصر بشكل معقول، المتشبثة بالعادات والتقاليد المصرية قبل مسوخ السبعينيات، والتى كدنا ننسى أنها موجودة بيننا تحت وطأة غزو «اللمبى» وتوغل «الأسطورة» من جهة، وجدلية دخول الحمام بالرجل الشمال وحكم وضع قطرة العين أثناء الصيام من جهة أخرى. نسمات هواء عليل ترطب حرارة أغسطس القائظة وأحداث الكوكب الملتهبة عبر المسلسل المتاح على أحد تطبيقات المشاهدة. يحوى العمل قائمة نسائية رائعة، منهن مريم نعوم المشرفة على ورشة السرد، ومريم أبوعوف المخرجة، والفنانات أمينة خليل وهالة صدقى وشيرين رضا وعايدة الكاشف ومريم الخشت، بالإضافة إلى توليفة جميلة من الفنانين الرجال، منهم محمد الشرنوبى وهانى عادل وعمر السعيد وصدقى صخر والرائع تميم عبده، ولا ننسى أغنية التتر التى تقول الكثير عن موضوع المسلسل «اللى قادرة» بصوت آمال ماهر الجميل. شعور عميق بالنوستالجيا لابد أن يتملك المشاهد وهو يستمع إلى مخارج ألفاظ الممثلين. إنها مخارج ما قبل زمن «اللمبى» و«أساحبى» و«يا برنس»، وتلك اللغة الجديدة المعتمدة على التطجين وحرف العين المهيمن على أغلب الحروف. ويدرك المشاهد ما وصلنا إليه من سلوكيات حين يستمع إلى كلمة «شكرًا» و«آسف» و«من فضلك» و«لو سمحت» تتكرر، ويكتشف أن آخر مرة سمع إحدى هذه الكلمات فى الشارع كانت فى ثمانينيات القرن الماضى. ويبدو أن القائمات والقائمين على «ليه لأ» اتخذوا قرارًا بتقديم هذه الشريحة المجتمعية المهددة بالانقراض بعيدًا عن حياة الكومباوند والفيلات الشاهقة الفارهة باستثناء فيلا واحدة من هذه النوعية. أغلب المشاهد الخارجية فى شوارع وعمارات وشقق فى وسط القاهرة والزمالك، وهى المناطق التى كادت تختفى من الأعمال الدرامية الجديدة. حتى محتويات الشقق تبدو مألوفة. فلا هى بهرجة فيلات أثرياء الحرب، ولا هى الفقر المدقع والغلب البائس الشائعان. إنها بيوت مصرية أصيلة لأشخاص ينتمون لتقسيمات الطبقة المتوسطة، رمانة ميزان المجتمعات الصحية. حتى ملابس الممثلين والممثلات هى تلك التى يرتديها المصريون الطبيعيون، فلا هى وارد ثقافات أخرى غير ثقافتنا، ولا هى مُبالغ فى رونقها وأسعارها. سر روعة التفاصيل الصغيرة فى «ليه لأ؟!» يكمن فى أنها طبيعية. لكن الطبيعى يعتبره آخرون شريرًا وخبيثًا. منهم من سلم نفسه لثقافة السبعينيات القبيحة، ومنهم من احترف دفن الرؤوس فى الرمال. استقلال الفتاة مطروح للنقاش فى المسلسل، لكنه بالطبع يلقى تقطيعًا بالسواطير وجدلًا بالكرابيج من أعضاء جماعة الأمر بالمعروف. منظومة «الزواج.. وكيف ولماذا نتزوج؟» يعالجها المسلسل برؤية واقعية حتى لو ظلت مرفوضة من المجتمع. الصراع بين الأجيال ومتى وكيف يفتح الكبار الباب أمام الصغار أيضًا تتم معالجتها بعذوبة شديدة، ناهيك عن التعرض لعمل الأطفال، وإيواء الكلاب بعيدًا عن جنون تسميمهم، والعنف المنزلى، وغيرها.

الفن قادر على تطهير المجتمع؟! ليه لأ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليه لأ ليه لأ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon