توقيت القاهرة المحلي 23:10:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيولتنا المعيشية (٤)

  مصر اليوم -

سيولتنا المعيشية ٤

بقلم:أمينة خيري

فى المقال السابق تطرقت إلى منظومة التربية والتعليم، وكيف أنها وثيقة الصلة بطرفى نقيض: السيولة السلوكية والفكرية التى نعيشها من جهة، وشعار «عيش حرية عدالة اجتماعية» الذى دغدغ مشاعر الملايين قبل سنوات. وأشرت إلى حلم إصلاح الفكرة التى يقوم عليها التعليم، ونقلها من الحفظ والتلقين والحشو وتناقل السرديات، إلى تطوير المهارات العملية وتعليم الطالب كيف يفكر على أسس المنطق والنقد، وليس فيمَ يفكر.

واليوم، أتحدث عن واحدة من إجهاضات مؤسفة متكررة لفكرة الإصلاح، وهو ما جرى حين ثارت قوى المقاومة ضد تغيير مسار فكر التعليم. تمثلت المقاومة الشعبية العتيدة والعنيفة فى «جروبات الماميز»، لكن لم تقتصر عليهن، بل شملت كذلك قطاعات.. أعتقد أنها عريضة، بين المعلمين ممن وجدوا فى التغيير تهديدًا لهم وما آلت إليه منظومة التعليم، أو ربما كانت المقاومة الطبيعية لأى تجديد، ولو كان تتر نشرة أخبار اعتاده المشاهدون على مدار عقود.

حدث هذا قبل نحو خمسة أعوام، وتكللت المقاومة- فى رأيى- بنجاح نسبى، إذ تم إجهاض الفكرة إلى حد كبير.

وبعيدًا عن مشكلات أو إخفاقات أو تسرع شاب عملية الإصلاح، ربما نحتاج أولًا للوصول إلى اتفاق إن كنا نبتغى إصلاحًا أم لا، ثم ننتقل إلى ماهية الإصلاح وما نعتبره عوارًا فى النظام القديم، سواء لأنه لا يؤهل لسوق عمل حقيقية، أو لأنه يخرج «إسطمبات» مستنسخة بلا مهارات سوى الطبيعية أو قدرات باستثناء القلة، وهكذا. ثم ننتقل إلى كيفية تطبيق الإصلاح، مع العلم أن كل إصلاح له ضحايا، ويستغرق وقتًا قبل أن يؤتى ثمارًا.

وأود فى هذا الصدد أن أتطرق إلى ملف شائك حارق لمن يقترب منه، وهو التعليم الدينى؛ بمعنى التعليم القائم على محتوى دينى. والسؤال هو: هل حقًا نريد، أو يحتاج المجتمع هذا الجيش الجرار من خريجى التعليم الدينى؟، (للعلم، تقدم هذا العام فقط نحو نصف مليون طفل للالتحاق برياض الأطفال الأزهرية).. ورجاء، وبلا عروق نافرة وأعصاب مستنفرة، هل حقًا خريجو التعليم الدينى يفوقون أقرانهم من التعليم المدنى فى الأخلاق والسلوكيات؟، أو حقًا هم أكثر قدرة على إعادة مصر إلى موقعها الريادى، ولو عربيًا، من حيث الثقافة والعلم والبحث والفن... إلخ؟.

وبالمرة سؤال إضافى: هل يمكن لجهة بحثية معتبرة فى مصر إجراء دراسة ميدانية عن قيمة التعليم ومكانته بين الأسر المصرية، لا سيما القابعة عند أو بالقرب من الهرم الاقتصادى والاجتماعى؟؛ أى هل يمكن قياس قيمة التعليم لدى الأسر الأكثر احتياجًا اقتصاديًا، والتى هى الأكثر إنجابًا أيضًا؟.

وأعود أدراجى إلى المعلم، وهو صاحب قول حاسم فى تحديد مصير أى عملية إصلاح عقيدة التعليم، وليس إصلاح سور المدرسة أو جلدة الكتاب.. بالإضافة إلى احتياجاته المؤكدة والمنطقية لراتب وتأمين صحى وظروف عمل معقولة، ما الذى يحتاجه المعلم ليكون قادرًا وراغبًا فى تحويل فكرة الإصلاح إلى خطوات فعلية؟.

.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيولتنا المعيشية ٤ سيولتنا المعيشية ٤



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 19:52 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon