توقيت القاهرة المحلي 17:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ربوا ولادكم»

  مصر اليوم -

«ربوا ولادكم»

بقلم : أمينة خيري

العالم كله أصبح متصلًا بشبكة الإنترنت ومنصاتها وتطبيقاتها التى لا تعد أو تحصى. والعالم كله ينتقل بسلاسة من قرن إلى آخر ومن عقد إلى ما يليه دون هذا الكم من وجع الدماغ والقلب الذى يداهمنا. والكوكب يزخر بالأجيال الجديدة دون أن يستيقظ العالم ذات صباح على جيل منفلت لا قواعد توجهه أو سلوكيات تهذبه أو أخلاقيات تصقله. لماذا إذن نعانى صدمات متتالية متمثلة فى تصرفات وحوادث وأحداث أقل ما يمكن أن توصف به هو «الكارثية»؟ طفل ثرى عديم التربية منعدم الأخلاق يقود سيارة والده وحين يتم إيقافه، يمعن فى قلة الأدب ويتوغل فى سلاطة اللسان، ولا يكتفى بذلك بل يسجل فيديو يخبر به العالم أن البقاء للانفلات والرداءة. هكذا تربى فى البيت. طفل يقود توك توك لا يجد حرجًا أو ردعًا فى أن يخدش سيارة تقودها امرأة لمجرد أن يخبرها أنها مجرد أنثى ضعيفة، هكذا تربى فى البيت. أطفال يصرخون ليل نهار فى حديقة بين عمارات سكنية، وحين يعترض أحد السكان يردون بعلو الصوت «مالكش دعوة. خش انت جوه»، هكذا نشأوا فى بيوتهم. طفلان أقل من 18 عامًا يغتصبان طفلة لا تتعدى السادسة من عمرها ثم يقتلانها ويتخلصان من جثمانها. طلاب مدارس إعدادية وثانوية لا يجدون حرجًا أو عيبًا فى أن يخاطبوا بعضهم البعض بأقبح الألفاظ وحين تعترض سيدة تمشى مع طفلتيها، يمطرانها بما هو أقبح وأبشع. والأمثلة كثيرة ومتتنوعة. لا نطالب بمجتمع ملائكى كامل الأوصاف، ولكن نطالب بالبحث فى مفهوم التربية فى أسرنا. وحيث إن البعض يتفنن فى القفز إلى مقولة إن العائلات الفقيرة لا يمكن محاسبتها على طريقة تربيتها لأبنائها بسبب العوز والقحط، نقول إن ملايين العائلات الأفقر والأكثر عوزًا فى مجتمعات أخرى تربى أبناءها وتقومهم، أو تتخذ قرارًا بالاكتفاء بطفل أو طفلين حتى تخرج من دائرة الفقر. وحيث إن البعض الآخر يتحجج بأن الأطفال عديمى التربية غالبًا ينتمون لعائلات ثرية ترى فى الإغداق على الصغار بالمال بديلًا عن التربية والتقويم، نقول إن هناك الكثير من أبناء الأثرياء ونصف الأثرياء وربعهم يغدقون على صغارهم بالتربية السليمة والتنشئة القويمة. المعضلة تكمن فى وهن قيمة الأسرة بشكل عام. الشباب يتزوجون لأن عليهم أن يتزوجوا، وينجبون لأن الإنجاب سنة الحياة ولأن هذا ما وجدوا عليه آباءهم. لكن لماذا نتزوج؟ أو لماذا ننجب؟ أو كيف نجتهد ليكون أبناؤنا أشخاصًا صالحين فهذه أسئلة غالبًا لا تطرأ على بال كثيرين. كثيرون باتوا ينجبون من منظور أنه «التطور الطبيعى للحاجة الساقعة». الإنجاب ليس عملية أوتوماتيكية بل هو قرار تكتيكى. والتربية لا تتم فى الشارع أو فى الجنينة، لكنها منظومة قائمة بذاتها. والتدين المظهرى واللفظى ليس بديلًا عن الغلط والصح. «علينا أن نربى ولادنا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ربوا ولادكم» «ربوا ولادكم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon