توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نوال السعداوي والشعب الآخر

  مصر اليوم -

نوال السعداوي والشعب الآخر

بقلم : أمينة خيري

ما إن رحلت عن عالمنا الدكتورة نوال السعداوى حتى هرع «الشعب الآخر» إلى صفحات الرثاء والوداع والاحتفاء بحياتها ليمطروها بما فى جعبتهم المعروفة من كراهية وعنف وتعالٍ وادّعاء بامتلاك الصكوك وترويج لأكذوبتهم الكبرى، ألا وهى أنهم الحق المبين وكل مَن عداهم هو شيطان رجيم. أُجِلّ الراحلة العظيمة كثيرًا، وأحيى فيها شجاعتها على المجاهرة بما آمنت به من أفكار ومواجهة حملات التجريم وغزوات التكفير. وبينما أوافقها فى الكثير من أفكارها وكتاباتها، لكن فى الوقت نفسه أختلف معها فى بعض ما كتبت. احترمت كل ما كان يصدر عنها، لكن لا أعتنقه بالضرورة. وهذا فى عالم الإنسانية طبيعى، وهو ما يفرق بيننا وبينهم.

نحن نفكر ونقرأ ونطّلع، ثم نفكر مجددًا، ونشكل وجداننا بمنهج نقدى بديلًا عن الإقبال والرضا وإدمان فكرة الانتماء إلى قطيع سلم مقاليد عقله على الباب ورفض حتى أن يتسلم الإيصال. الانتماء إلى قطيع ارتضى أن يلغى عقله تمامًا، بعدما توجه إلى الشهر العقارى وحرر توكيلًا عامًا رسميًا لآخرين بالتصرف الكامل فيما يملك دون شرط الاطّلاع.

ولسبب ما أعلمه ولن أصرح به، تذكرت كلمات أغنية الرائع على الحجار «إنتوا شعب وإحنا شعب»، التى كتبها الرائع أيضًا مدحت العدل، والتى أغضبت فريق رافضى الاعتراف بما جرى فى مصر على مدار نصف القرن. مؤلم؟ نعم! كنا نتمنى ألا يحدث هذا التفسخ والقبح الفكرى؟ نعم، بكل تأكيد لكنه حدث، وإنكاره أو منع أغنية أو حجب فكرة تتناوله سيُسكِّن الألم، لكنه لن يعالج المرض.

«إحنا بنشوف الطفولة، وإنتم شايفينها سبايا تثبتوا بيها الفحولة. إحنا يسعدنا خيالها لما ترسم فى كتاب. إنتم لو عدى خيالها يطلعلكوا فى ثانية ناب. إنتم بتحبوا الجهامة، وإحنا بنحب ابتسامة. إحنا حرية وكرامة، وانتم سجن وشرع غاب. مصر بالنسبة لكم خيمة أو إمارة أو حريم. إحنا بنشوف ربنا رحمة للعبد اللى تاه، عفو عن مخطئ مسىء، توبة أو طوق للنجاة، وانتم ثعبان القبور والمقارع للحريم. اللى يختلف فى الرأى عنكم تحلّوا دمه وتقتلوه وتقولوا ديننا قالّنا. أى دين يا أدعياء؟ واللى بيفكر ده ضال، وتحرّموا حتى الحلال وتحللوا فكر الضلال. إحنا شعب وانتم شعب».

هذه الكلمات تلخص رد فعل جموع الممسوحين فكريًا، المُغيَّبين ذهنيًا، الكارهين للحياة ومَن فيها باستثناء كل مَن على شاكلتهم من أدمغة ممحوة وعقول ملغاة. ليس مطلوبًا أن يقبل أحد أفكارًا لا تعجبه أو يعتنق توجهات لا توافقه. المطلوب قبول الاختلاف ونبذ نعرة الفوقية حيث «أنا» وحدى مَن أمتلك الحقيقة، و«أنا» وحدى مَن أحمل صك مَن يذهب إلى الجنة. هؤلاء اعتدوا على الدين ونصّبوا أنفسهم وكلاء الله. والأدهى من ذلك أن الغالبية منهم لم تقرأ يومًا ما كتبت نوال السعداوى، ومَن قرأ فقرأ ما كتبه عنها أمراؤهم ومالكو مقاليد عقولهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوال السعداوي والشعب الآخر نوال السعداوي والشعب الآخر



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon