توقيت القاهرة المحلي 06:49:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الذبح والاعتقاد

  مصر اليوم -

حرية الذبح والاعتقاد

بقلم : أمينة خيري

اقترف أحدهم خطأ ووجب تنبيهه أو تأديبه أو عقابه، هل تناقشه؟ أم تلومه؟ أم تمسك فى خناقه؟ أم تفتح عليه مطواة؟ أم ترفع الأمر للقضاء؟ أم تذبحه؟ فى كل خيار مما سبق، ستجد من يصفق له ويُثنى عليه، أو من يلعنك وينتقد ويعترض. لذلك، فإن ردود الفعل على «جريمة» ذبح المعلم الفرنسى فى باريس، والمشتبه فيه شاب شيشانى لاجئ (18 عاماً) تعكس ما سبق. هناك من يؤمن أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع من «أهان دينه وأنبياءه ومعتقده» أن يفصل رأسه عن جسده، أو يغرس سكيناً فى قلبه. وهناك من يرى أن الطريقة المثلى هى اللجوء للقضاء. وفريق ثالث يؤمن بأن تصحيح الإهانات لا يتم إلا عبر تصحيح المفاهيم. المدرس الفرنسى استفز مشاعر المسلمين؟ نعم! المدرس خرق القانون بعرضه رسوماً مسيئة لسيدنا محمد (ص)؟ لا أدرى، فربما يكون ما فعله قد أخل بما نص عليه مجلس شورى الدولة الفرنسى من موجبات تتمثل فى «رفض التصرفات التى قد تسىء إلى كرامة التلميذ أو أحد أعضاء الجسم التعليمى» وربما تسبب فى «اضطراب سير النشاطات التعليمية أو أخل بالنظام فى المؤسسة أو إعاقة حسن سير العمل فيها على نحو طبيعى».

القانون الفرنسى فتح باب الهجرة واللجوء لأشخاص ينتمون لثقافات ومعتقدات مختلفة؟ نعم. القانون الفرنسى يعتبر القادمين الجدد أحراراً فى استمرار اعتناق ما يرونه مناسباً؟ نعم، بشروط، وتتمثل فى عدم الإخلال بالنظام العام الذى أرساه القانون. نظام الدولة فى فرنسا يعتبر الدين أداة من أدوات أو شريكاً من شركاء الحكم؟ لا. النظام فى فرنسا علمانى وفى الوقت نفسه «يضمن استقلالية الخيارات الروحانية أو الدينية التى لا سلطة لها على الدولة، كم أن ليس للأخيرة سلطة عليها». وبحسب «تطبيق مبدأ العلمانية» فى الوثائق الرسمية الفرنسية فإن «الإسلام، كونه الدين الأحدث توطنا فى فرنسا، يصّور أحيانا على أنه غير قابل للتماشى مع العلمانية، بيد أن الفقه الإسلامى أنتج فى أوج عصره فكراً خلاقاً حول العلاقة بين السياسة والدين والتيارات الأكثر عقلانية التى كان ينطوى عليها كانت ترفض الخلط بين السلطة السياسية والسلطة الروحية. ويمكن للثقافة الإسلامية أن تنهل من تراثها ما من شأنه أن يتيح لها التكيف مع إطار علمانى، كما أن من شأن العلمانية أن تسمح بتبلور ثقافى كامل للفكر الإسلامى بمعزل عن قيود السلطة». لكن أغلب الظن، أن الوضع فى العقد الأخير قد تغير كثيراً. فالخلط بين حرية المعتقد وحرية النمو السرطانى للعنف وربطه بالمعتقد تؤتى أكلها. وحوارات الأديان والثقافات هى والعدم سواء. فهؤلاء لا يفهمون سر غضب أولئك، وأولئك غارقون حتى الثمالة فى جمود وإنكار. وأخيراً، وليس آخراً، حرية المعتقد والتعبير والذبح واللجوء تحتاج شرحا وتفنيدا وإعادة تعريف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الذبح والاعتقاد حرية الذبح والاعتقاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon