توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السودان والكارثة

  مصر اليوم -

السودان والكارثة

بقلم : أمينة خيري

قلوبنا وعقولنا مع السودان وأهله. فهذا ما نملك وربما معه ما يتيسر من قدرة على مقاسمة ما لدينا من قدرات مادية. وهذا ليس كلاماً يتم تسويقه فى سوق الكلام. قلوبنا وعقولنا تتعلق بالسودان وأهله فى مثل هذه الظروف الصعبة والكاشفة فى آن. والصعوبة معروفة أسبابها. كارثة فيضانات ألمت بهم بعدما تعدت الأمطار الغزيرة معدلاتها الطبيعية فى مثل هذا الوقت من كل عام. مقتل نحو مائة شخص، وإصابة 50 آخرين وتضرر نحو نصف مليون شخص، ناهيك عن انهيار ما يزيد على 100 ألف بيت. إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر يعنى أن الكارثة كبيرة. والسودان شأنه شأن العراق شأن فلسطين شأن اليمن شأن ليبيا شأن لبنان شأن غيرها من الدول التى تربطنا بها صلات إنسانية وتاريخية وجغرافية فى المقام الأول، تجعل المصرى يشعر أن المصاب مصابه والكارثة كارثته. (مع الأخذ فى الاعتبار بالطبع أن الإنسان السوى يتفاعل مع أى شخص على سطح الأرض تعرض لأزمة أو مصيبة بغض النظر عن اللون والعرق والجنس والمعتقد) وفى المقام الثانى، نأخذ الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية فى الحسبان، وإن كان هذا المقام يدخل فى نطاق اهتمام الساسة والباحثين والمحللين. فما الذى يدعو لكتابة هذه الكلمات الآن؟ لاحظت غيابا شبه كامل لصور البروفايل التى تتزين بعلم السودان، أو عبارات التضامن معه.

حفنة صغيرة من الأصدقاء والصديقات فقط كتبت على صفحاتها دعوات بالتضامن مع إخوتنا فى السودان، وهو ما حاز على بعض «اللايكات». المثير أن البعض الآخر سأل: إيه اللى حصل فى السودان؟ وهذا سؤال خطير! فهذا يعنى أن كلا من الإعلام التقليدى بمنصاته المختلفة من مواقع خبرية وشاشات وإذاعات وصحف، وغير التقليدى من منصات عنكبوتية تصنع الترند وتروج له على «تويتر» و«فيسبوك» ليصبح حديث الساعة لم يهتما بما يجرى فى السودان. حتى المنصات الخبرية الغربية الكبرى ذات الأذرع العربية لا تعطى ما يجرى فى السودان القدر الذى كان يتوقع أن تعطيه له. الغريب أن هذه المنصات نفسها تجد فى تحليل مشكك فى تعامل مصر مع كورونا، أو طقوس الزواج فى مناطق جبلية فى المغرب مثلًا أو «فلاش» كلب لبنان الشهير ما يستحق الإبراز والتركيز أكثر مما يجرى فى السودان! والحمد لله أن مصر تقوم بدورها الذى هو واجب فى إرسال الإغاثات، ولا أشك لحظة أن الدولة ستقدم من الدعم التقنى والفنى ما يحتاجه السودان. لكن أعاود السؤال الاستنكارى عن حجم الاهتمام الإعلامى المحلى والإقليمى والدولى بالسودان، وحجم الانغماس العنكبوتى فى مجريات الأمور هناك. ليس المطلوب عبارات حنجورية حيث نحن والسودان أخوة وحبايب من زمان... إلخ. ولا المطلوب تعليل سطحى حيث موقف السودان الرسمى السابق فيما يختص بسد النهضة. المطلوب تحليل منطقى لوضع غير منطقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان والكارثة السودان والكارثة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon