توقيت القاهرة المحلي 14:08:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

100 مليون فضيلة

  مصر اليوم -

100 مليون فضيلة

بقلم : أمينة خيري

بعيدًا عن الحرب الدائرة رحاها حول المشهد الدرامى لمسلسلات رمضان هذا العام من حيث الإنتاج والمستوى والتوزيع وأحادية المصدر، تستوقفنى طريقة الكلام السائدة والمفردات المستخدمة ومخارج الألفاظ والنطق. هذا الكم المذهل من الشرشحة النسائية والبلطجة الذكورية، وتلك الطريقة المزرية فى التطجين فى الكلام، والتفوه بمخارج ألفاظ وطريقة نطق للحروف تذكرنا بشخصية «اللمبى».. قرار من؟.. بمعنى آخر، مَن الذى قرر أن يقدم صورة المصرى وكأنه إما بلطجى عتىّ فى الإجرام، أو مدمن غارق فى الكيف، أو فهلوى غبى، أو «سايق الهبل على الشيطنة» متخذًا من شخصية «اللمبي» مثلًا أعلى؟ ومن الذى قرر أن تكون المواطنة المصرية الحق هى تلك التى تفرش الملاية، وتغرف من نبع الردح، وتستوحى أردأ ما يتردد فى الشارع من ألفاظ وأقبح ما نعانى منه من عبارات لتردده؟ وبدلًا من معايير الجودة الفريدة التى يستخدمها البعض فى تقييم الأعمال الفنية الرمضانية، لماذا لم يستوقف أحدًا هذا السيل الهادر من السوقية فى الكثير من المسلسلات التى تُعرض هذا العام، والذى يعد استمرارًا لأعوام سابقة.. وهى ليست سوقية عادية تهدف إلى جذب المشاهدين عبر الشرشحة بأعلى الصوت والبلطجة والتطجين فى الكلام حتى تاهت مخارج الألفاظ بشكل جعل من شخصية «اللمبى» سيبويه النطق؟!. وسواء كانت الدراما تنهل من الشارع لتقدم فنًا واقعيًا، أو تبالغ فى القبح وتفرط فى المسخ الدائرة رحاهما حولنا من باب الإبداع غير المقيد، فإن ما يعنينى هنا هو مساهمتها فى ترسيخ منظومة السوقية التى تحيط بنا من كل صوب، فعلًا وقولًا وجوهرًا ومنظرًا.. وللعلم، فإن السوقية المقصودة هنا لا تتوقف عند حدود الشتائم والسباب أو الألفاظ الخارجة، لكن ما هو أخطر وأقبح منها هو أسلوب الحياة السوقى، الذى تحول إلى أمر عادى ونمط لا يزعج كثيرين.

هناك أجيال بأكملها خرجت معتقدة أن الطبيعى فى الذكر أن يبلطج فى أفعاله، ويطجن فى كلامه، ويصفع النساء والفتيات فى محيطه على وجوههن كلما غضب أو انفعل. هذه الأجيال تعتقد أيضًا أن الأنثى شرشوحة بالفطرة، وأن عليها أن تغطى جسدها وشعرها وتكشف كل عوراتها الأخلاقية والسلوكية لتكون أنثى مصرية متكاملة الأركان. مرة أخرى، لا أتحدث عن القصة، أو البناء الدرامى، أو الحبكة الفنية، أتحدث عن أسلوب الحياة الذى وصمنا وفضحنا ونُصِرّ على الاستمرار فى ترويجه وتسويقه محليًّا وخارجيًّا، وكلنا فخر بمحتواه الدميم. ليس المطلوب رقابة، لأننا لسنا فى زمن الرقابة.. وليست الغاية العودة إلى «بونسوار يا هانم» و«ميرسى يا إكسلانس».. وليس الغرض إصدار الأحكام على المسلسلات المعروضة من حيث القصة والأداء.. لكن ألا يستحق 100 مليون مصرى تفكرًا وتدبرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فوضى أخلاقية ضربت شوارعنا، وعشوائية سلوكية أمرضت شبابنا وأطفالنا، وسوقية مجتمعية تحولت إلى أسلوب حياة؟.. نريد 100 مليون فضيلة مع الصحة، لأن صحتنا الأخلاقية فى خطر بالغ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 مليون فضيلة 100 مليون فضيلة



GMT 08:09 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وسام الامتنان «٣١»

GMT 08:48 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

«السوشيال ميديا» السامة

GMT 10:38 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

نص العمى..

GMT 08:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

رسالة الأهلي

GMT 06:02 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ساحة كولا دي رينزي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon