توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذ اللي كان معَدِّي

  مصر اليوم -

الأستاذ اللي كان معَدِّي

بقلم : أمينة خيري

تبدأ أخبار اللقاح فى التواتر. تتناثر الأقاويل، وينتشر القيل والقال، وتتصاعد عمليات «الشير فى الخير» و«منقول» و«نقلًا عن الصديق أينشتاين»، فما بالك ببدء وصول دفعات اللقاح، والإعلان عن الفئات التى لها الأولوية، والجداول الزمنية المتوقعة؟! أغلب الظن أن الأجواء ستكون أشبه بمولد سيدى عبدالرحيم القناوى، وحركة الأخبار والأخبار المضادة ستتحول إلى أدوات حروب مشتعلة ومُعَدّات تراشق متقدة. وسيتحول «الأستاذ اللى كان معَدِّى الشارع من شوية» إلى جهبذ من جهابذة اللقاحات وعلامة من علامات الفيروسات لمجرد أنه سمع أحدهم يحكى عما قاله له ابن عمه، بناء على ما كتبه خال زوجته، عن اللقاح وآثاره وتوقعاته المستقبلية. وستناطح آراء ومواقف «الأستاذ اللى كان معَدِّى من شوية» آراء أعتى علماء الفيروسات فى منظمة الصحة العالمية وهيئات الدواء العالمية ومراكز التجارب الإكلينيكية.

وسيتم تداول ما ردده وهو «قاعد على القهوة» على مواقع التواصل الاجتماعى، وربما يتخذ منه برنامج «ترند اليوم» أو فقرة «تغريدة الأمس» على شاشات التليفزيون موضوعًا للنقاش ومحورًا يتحاور فيه ضيوف الحلقة فى استوديو التحليل. وبالطبع سيكون لما قاله «الأستاذ اللى كان معَدِّى من شوية» مكانة بارزة فى صحف اليوم وإشارة واضحة فى المواقع الخبرية. ولن يدع البعض الفرصة تمردون أن يلجأوا إلى المرجعيات ليدلوا بدلوهم ويفتوا بإفتاءاتهم فيما إذا كان تناول اللقاح على الريق حلالًا أم حرامًا، وعن حكم الخضوع للقاح أثناء نهار رمضان. وربما تُخصص له فقرة فى برامج فقه النساء، فتلقيح الرجال بكل تأكيد يختلف عن تلقيح النساء. صحيح أن أغلبنا سيتغاضى عن مسائل بالغة الحيوية، مثل «هل يجوز الحصول على اللقاح من الكفار والقردة والخنازير؟» و«هل تخضع اللقاحات والتحصينات لقرارات المقاطعة، المُتخذة قبل أيام قليلة، أم أن للقاحات أوضاعًا استثنائية؟» واستثناء اللقاح من منصات السياسة، حيث الهبد سيد الموقف والرزع علامته الساطعة، أمر لا يمكن تخيله، فسنجد ملايين التغريدات عن الأنظمة القمعية وكيف أنها تسلب حق مواطنيها البديهى فى التحصين، وستكون فرصة ذهبية لرفع شعار «عيش.. حرية.. تحصينات اجتماعية». وعلى الجانب الآخر، ستعزف الأوركسترا الفيلهارمونى معزوفة الدقة فى الأداء والسرعة فى الحصول على اللقاح. تخبرنا السنوات القليلة الماضية بأن الاستعداد للطوفان التحليلى والإغراق فى الأخبار الكاذبة والسيولة المعلوماتية والخبرية وتضارب الأخبار، حتى بين المنصات الخبرية الدولية الراسخة منذ عقود، ليس خيارًا، بل واجب. علينا من الآن أن نكون على يقين بأننا مقبلون على أشهر يهيمن عليها «الترند اللقاحى». سنجد فى جعبتنا كل صباح تلالًا من الأخبار المتناقضة عن اللقاحات. وسنجد على شاشاتنا ليلًا جبالًا من التحليلات الطبية المُسيَّسة والإفتاءات الفيسبوكية والتويترية التى ترفع شعار «حدودنا فى الهرى هى السماء».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ اللي كان معَدِّي الأستاذ اللي كان معَدِّي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon