توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا والعلوم السياسية

  مصر اليوم -

سوريا والعلوم السياسية

بقلم:أمينة خيري

مجريات سوريا تقدم لنا دروسًا معتبرة فى العلوم السياسة والمصالح والتوازنات والمعادلات. إنها القواعد التى تخلع وجه السياسى النظرى الذى يدرس سنة أولى علوم سياسية.

ما نعرفه من العلوم السياسية باعتبارها قواعد السياسة والقوة فى داخل الدول، وبين بعضها البعض، والأفكار السياسية والأيديولوجيات والمؤسسات وقواعد صناعة واتخاذ القرارات، والجماعات والطبقات والحكومات والدبلوماسية والقانون الدولة والاستراتيجيات وقوانين الحروب وغيرها فى كفة، وما يجرى فى العالم فى كفة أخرى تمامًا.

ما يجرى فى سوريا من إسقاط نظام «ديكتاتورى» «قمعى» «ظالم» على يد جماعة مسلحة، أو فلنقل «معارضة مسلحة» حتى لا يغضب المبتهجون المحتفلون المتفائلون، أمر يستحق القليل من التفكير. جماعة أصلها ومنبتها متراوحة بين القاعدة وداعش، وقائمة أسماء آبائها الروحيين يشملون تشكيلة معتبرة منها على سبيل المثال لا الحصر أسامة بن لادن وأبومصعب الزرقاوى وأبوبكر البغدادى.

أسماء الجماعة السابقة من «دولة الإسلام فى العراق والشام» إلى «جبهة النصرة» ثم «هيئة تحرير الشام» وحاليًا «الجهات الحاكمة فى سوريا» لحين إشعار آخر لا تعنى الكثير. ليس هناك ما هو أسهل من تغيير الاسم، أو تعديل دولاب الملابس، أو الذهاب إلى الحلاق. أما ما فى القلب والعقل، فلا مجال لإخضاع المحتوى للتجميل أو التعديل أو التحديث.

عبارات لوم وغضب كثيرة يوجهها سوريون وكذلك مصريون إلى من يرى فى مجريات سوريا بداية نهاية سوريا، وهى نهاية لن تقف عند حدود سوريا، بل ستمتد إلى ما عداها. أتفهم رغبة البعض من غير معتنقى فكر الإسلام الجهادى الفرحة بسقوط نظام ديكتاتورى، لكن ما لا أفهمه هو الإيمان بأن نظام الحكم الجديد قابل للتغيير أو التعديل فى حال لم يعجب السوريين.

وهنا، تفرض بعض الأسئلة نفسها. هل يمكن إنكار اعتناق نسبة – كبيرة فى الأغلب- من أصحاب الشأن فكر الإسلام السياسى المتشدد، وهو ما يعنى قبولًا شعبيًا ما بتنظيم القاعدة، أو مسمياته المختلفة، حاكمًا للبلاد، أو ما تبقى منها؟ وهل يمكن لعاقل أن ينكر أن هذه الجماعة تحظى بتأييد دولى غير مسبوق؟ التأييد درجات وأنواع، منه الامتناع عن حماية نظام الأسد مع معرفة يقينية بأن هذا الامتناع سيؤدى لسقوطه، وتسليح الجماعات وتدريب مقاتليها، والسكوت التام عما جرى ولو حتى بقرش شجب وتنديد، والقائمة طويلة. لو ذكر مختل قبل سنوات قريبة أن أمريكا قد تتصالح مع القاعدة، أو تقبل بها أو بأى من انشطاراتها حليفًا أو صديقًا أو حاكمًا أو حتى محكومًا لقلنا إن اختلاله يستوجب رعاية عصبية فورية. ولو تخيل أحدهم قبل أشهر أن العالم الغربى المصنف للقاعدة وبناتها ومنها «جبهة النصرة» جماعة إرهابية قد يطرح شروطًا لقبولها والاعتراف بها والتعامل معها لتملكه الفزع مما أصاب قواه العقلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والعلوم السياسية سوريا والعلوم السياسية



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon