توقيت القاهرة المحلي 12:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الابتكار الغرقان

  مصر اليوم -

الابتكار الغرقان

بقلم - أمينة خيري

إعادة تقديم عمل درامى حقق نجاحًا قبل عقود ليست ابتكارًا خالصًا، أى ليس ابتكارًا من ألفه إلى يائه. قد يتميز الممثلون، ويجتهد بقية الطاقم ليخرج العمل بشكل جيد، ويحقق نسب مشاهدة مرتفعة، وهذا أمر طيب، لكن يظل الأصل فى الابتكار من نصيب العمل الأصلى. خلط البسبوسة على الكنافة على البقلاوة قد ينجم عنه طبق يعجب البعض ويبهره، وربما يصل الأمر لدرجة دفع ألف أو ألفى جنيه فى هذه الخلطة لا سيما لو أضيفت إليها فراولة على مانجو، أو تم تبطينها بكريمة الشوكولا أو حشوها ببسكويت كراميل. يستسيغ الطعم كثيرون، ويقفون فى طوابير محال الحلويات ليحظوا بمتدلعة أو غرقانة أو سهتانة أو بهتانة، لكن يبقى الأصل هو صينية البسبوسة سادة أو بالبندق، والكنافة بكريمة أو سادة، والبقلاوة بالمكسرات أو بدونها. وخلط كل ما سبق لا يعنى ابتكارًا، لكن يمكن وصفه بـ«الاجتهاد»، أو بالإبداع فى مبتكر كان موجودًا من قبل.

من المقبول والطبيعى أن يكون هناك مبتكرون، وكذلك مبدعون يجددون فى الابتكارات ويضيفون إليها. وحين يقتصر الأمر على الإبداع فى ابتكارات سابقة، فإن هذا يعنى فقرًا فكريًا، واستسهالًا ذهنيًا، وكسلًا واضحًا. لكن من دواعى الحزن والبؤس والحسرة أن يتحول الأمر إلى أخذ ابتكار ما، وتجريده من تغليفه، و«لطع» اسم جديد عليه وتقديمه للجمهور وكأنه من بنات أفكار أحدهم، واعتبار ذلك نصرًا عظيمًا وإنجازًا رهيبًا. عشرات، وربما مئات من سلاسل محال الوجبات السريعة استنسخت منذ سنوات طويلة الشكل التقليدى للوجبات السريعة المستوردة من بلادها. ودأبت على الترويج لوجباتها بأسماء هى هجين من الأسماء الأصلية التى أطلقتها الشركة الأصلية مع إضافة مكون آخر. إلى هنا والأمر عادى، وليس بالضرورة مثاليًا. فى الفترة الأخيرة قويت شوكة هذه الفكرة، وذلك فى ضوء حرب غزة وفكرة مقاطعة بعض المحال والمنتجات. المقاطعة كفكرة حرية شخصية.

وانتهاز الفرصة للترويج للمنتج المحلى فى ظل اختيار البعض المقاطعة أمر جيد. لكن أليس من الأفضل أن يقدم المنتج المحلى نفسه باعتباره منتجًا اعتباريًا له كيان مختلف ومذاق قائم بذاته، وذلك بدلًا من التفاخر بتقديم نفسه صورة مستنسخة وطبق الأصل من المنتج الذى اختار البعض أن يقاطعه؟ النقطة الأخرى هى أن لك مطلق الحرية فى أن تتقدم ما تود تقديمه من شكل الوجبات السريعة، ما دمت تتبع مقاييس الأمان والصحة والجودة، لكن أن تقدم الصورة المستنسخة باعتبارها من بنات أفكارك، فهذه سخافة وفقر أفكار.

إذا كان الابتكار بعافية، فلنبتكر بإضافة لمساتنا دون أن ندعى امتلاك الفكرة. وإذا كان الإبداع يعانى ضعفًا أو وهنًا أو كسلًا، فعلى الأقل «امشى جنب الحيطة» ودعك من الابتكار الغرقان إلى أن تسترد صحتك أو تتخلص من كسلك وتنتهج نهج الإبداع والابتكار، وانظر إلى المحل المجاور، ستجد بدل الإبداع مائة، وبدل الابتكار ألفًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الابتكار الغرقان الابتكار الغرقان



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon