توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصراع على أدمغة المصريين

  مصر اليوم -

الصراع على أدمغة المصريين

بقلم : أمينة خيري

الخناقة الدائرة رحاها على من يهيمن على أدمغة المصريين مروعة، لكنها فى الوقت نفسه بالغة الإيجابية. القطاعات والهيئات والمؤسسات ومعها الأفراد المنتمون لها يستمدون أكسجينهم من هذه الهيمنة. لذلك كلما تعرضت هذه الهيمنة لهبة أسئلة منطقية أو صدمة مراجعات عقلانية تمكن القلق العارم منها، وبدأت فى إطلاق النيران بعشوائية شديدة لأنها لم تتدرب على المنطق أو تنشأ على احترام العقل. فالتدريب الوحيد المتاح هو تدريب التلقين والحفظ والصم. والتنشئة الوحيدة المتوفرة هى النأى بالعقل عن كل ما من شأنه أن يحركه وينشطه ويطوره. بكل صراحة ومباشرة تعرض العقل المصرى لعملية تعقيم بمعنى ليس معقمًا خاليًا من الميكروبات بل صار عقيمًا غير قادر على التكاثر. وقد خلط مخططو عمليات التعقيم تلك بين المعنيين، فجعلوا العقلية المصرية الجمعية كارهة للتفكير مكفرة للنقد مكفهرة تجاه كل ما يتصل بالإبداع والابتكار والاختراع واعتبارها شرورًا عظمى وموبقات كبرى. لاحظ محتوى الكثير من الأسئلة التى ترد إلى دار الإفتاء والبعض من «المفتين» المتبرعين بالإفتاء والتى تعكس حقيقة مفزعة ألا وهى عملية غسل الدماغ الجماعى الناجحة التى خضعنا لها وتم بمقتضاها تسليم مفاتيح العقول لأفراد باتوا مالكين لحقوق الملكية التفكيرية لجموع المواطنين.

بالطبع نحمد الله كثيرًا على وجود علماء دين أجلاء متنورين ما زالوا قادرين على السباحة ضد التيار الذى تمكن من عقولنا وقلوبنا منذ سبعينيات القرن الماضى، لكن هذا لا يمنع أن أدمغة المصريين فى أزمة طاحنة. هذه الأزمة تخرج منها دول سبقتنا إلى عوالم التضييق والمغالاة والتطرف وفرض الوصاية على القلب والعقل بسرعة الضوء حاليًا. أما نحن، فغارقون فيما سبق حتى الثمالة والإغماء والغيبوبة. بتنا ننظر إلى من تظهر عليه أعراض التفكير النقدى كأنه مريض مسكين يجب أن يعالج حتى يعاود الانضمام إلى القطيع المعمى العينين والملغى للعقل، أو زنديق شرير تجب محاربته وترويعه وربما قتله حتى لا يصيب من حوله بداء النقد ومصيبة التفكير. وحين تحدث الرئيس السيسى قبل خمسة أعوام تقريبًا، وتحديدًا فى أول يناير عام 2015 فى احتفال وزارة الأوقاف والأزهر بالمولد النبوى الشريف عن «مسؤولية» تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم التى لا تمت لثوابت الدين بصلة تهللت أسارير البعض واكفهرت وسخطت وتوغرت أسارير وعقول وقلوب البعض الآخر. وأعتقد أن الرئيس نفسه حين طالب بـ«ثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة»، لم يكن يتوقع أن تواجه دعوته بهذا الكم المروع من المقاومة والرفض. المصيبة أن هناك من يروج خلف الأبواب المغلقة المتسللة إلى المنصات الرقمية بأن «الثورة الدينية» المطلوبة ستحول مصر إلى دولة ملحدة وشعب كافر، وهذا يدل على ضيق أفق شديد ومقاومة عنيفة لاستمرار الوضع على ما هو عليه مع اللجوء لأسلحة التلويح بفزاعة الكفر التى أكل عليها الزمان وشرب وبال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على أدمغة المصريين الصراع على أدمغة المصريين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon