توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على كف عفريت

  مصر اليوم -

على كف عفريت

بقلم : أمينة خيري

Precarious كلمة عبقرية. تعنى أن شيئاً ما موجود، لكنه ليس فى وضع آمن أو ثابت وأنه يبقى معرضاً للانهيار أو السقوط. وتعنى أيضاً أن وجود هذا الشىء يعتمد فى المقام الأول والأخير على الصدفة، أى أن هذا الشىء يفتقد الاستدامة والاستمرارية. قد يبقى عقوداً أو قروناً لكن يبقى بقاؤه على كف عفريت. لماذا؟ لأنه مشيّد على أسس واهية أو فارغة.

متابعة الكثير من تفاصيل حياتنا تستدعى هذه الكلمة دائماً. لماذا؟ لأن الكثير من تفاصيل حياتنا (غالبيتها) يفتقد العوامل التى تضمن استدامتها بشكل جيد.

خذ عندك مثلاً وضع الشارع الذى يتم رصفه، هل تضمن أن يبقى ممهداً دون حفر وتعاريج وسقوط وهبوط؟ لا. لماذا؟ لأسباب كثيرة تتعلق بطريقة الرصف، والمواد المستخدمة، واللكْلكة العتيدة، والإصرار على أن اتباع قواعد الرصف أمر هامشى ثانوى وأن قاعدة الكلشنْكان أقوى وأبقى. ونضيف إلى ما سبق غياب المحاسبة وتطبيق القانون بالشكل الأمثل. فحين يهبط الشارع بعد شهر من تمهيده، فإن هذا يستوجب محاسبة آنية للقائمين على الأمر. وحين يهبط الشارع حديث الرصف ويتعرج لأنه مخصص لسير الملاكى والنقل الخفيف، لكن النقل الثقيف يُترك ليرتع فيه، فإن هذ يستوجب كذلك المحاسبة بالقانون.

وتخبرنا قوانين الطبيعة أيضاً أن الزرع إن تُرِك دون رى مناسب، فإنه يذبل ويموت. وأظن أن هناك درس قراءة فى إحدى سنوات المرحلة الابتدائية عن أصّيص زرع لم يحصل على القدر المناسب من الماء والإضاءة فمات. لذلك حين يتم تجميل ميدان أو مدخل كوبرى أو شارع تم تجديده بكم هائل من الأشجار والورود، وما ينتهى الاحتفال بالافتتاح ثم تترك دون ماء أو يثبت إن المزروعات غير مناسبة للتربة أو المكان، فإنه مشهد النخل والأشجار والورود الجافة لم يعد يضايق أحداً لأنه معتاد.

وقد اعتدنا منذ عقود على حملات شرطية لإزالة إشغالات الطريق من مقاعد متمددة وبضاعة باعة متجولين متوغلة وقراطيس أهلية يستخدمها المواطنون لحجز أماكن إيقاف السيارات، وتطور الأمر هذه الأيام لصب أسمنت فى سيخ حديد لإعلان منطقة إيقاف السيارة أمام المحل أو البيت منطقة محررة مملوكة لصاحب السيخ. ولأن هذه الحملات موسمية ولا تحل الأسباب أو ترسل إشارات ورسائل بأنها نظام حياة وليست هبة فجائية، فإن القاصى والدانى يعلم أنها هبة وتزول.

زوال الشعور القبيح بأن تفاصيل حياتنا اليومية على كف عفريت لن يتحقق إلا بتوافر عوامل الاستدامة. وعوامل الاستدامة لن تتحقق فقط بالدعاء أو التمنى، بل بالالتزام الصارم الخاضع للمساءلة بعوامل تبدأ باتباع قواعد البناء المنصوص عليها فى الكتب، سواء كان بناء الإنسان أو العمارة أو الشارع أو الكوبرى، وتمر بالالتزام بقواعد صيانتها وحمايتها المنصوص عليها أيضاً فى الكتب، وتنتهى بمحاسبة ومعاقبة من يعبث بالقواعد ويستبدلها بالهلاهُطة المعيشية التى غرقنا فيها. وهذا تماماً المقصود بـprecarious.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على كف عفريت على كف عفريت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon