توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة تكريم الإنسان

  مصر اليوم -

إدارة تكريم الإنسان

بقلم - أمينة خيرى

عادة تكون فى الإعادة إفادة. لكن الإعادة هنا ليس فيها إلا إبادة ومزيد من القتلى والفوضى. وقبل ساعات من كتابة هذه السطور وقع حادث مروع جديد على طريق القاهرة - السويس الذى يرتاده الآلاف يومياً. بعد دقائق، تم نشر الخبر على المواقع الخبرية: «وقد جرى إخطار اللواء عصام الأشقر بالواقعة، وبالانتقال تبين أن الحادث وقع بسبب تجاوز السرعة، وجارٍ رفع آثار الحادث وتسيير حركة الطريق». بعدها بقليل تم تحديث الخبر: «وكانت غرفة عمليات الإدارة العامة للمرور تلقت بلاغاً يفيد بوقوع حادث تصادم بطريق السويس بين أربع سيارات ووقوع مصابين، ما تسبب فى ظهور كثافات مرورية. وعلى الفور أمر اللواء عصمت الأشقر، مساعد وزير الداخلية للمرور، بانتقال قيادات المرور لمكان الحادث لرفع آثاره وسحب الكثافات المرورية لتسيير حركة سير السيارات وعودة الحركة المرورية لطبيعتها مرة أخرى».

وعادت حركة المرور بالفعل لطبيعتها مرة أخرى: طيش كامل، وجنون تام، وضرب عرض الحائط بقواعد وقوانين المرور وغياب كامل لأية أمارات تقول إن هناك إدارة مرور تعمل فى غير أوقات الكوارث لرفع آثار الحوادث المروعة وإبلاغ سيارات نقل الموتى لرفع الأشلاء والإسعاف لنقل المصابين. بالفعل عادت الأمور إلى طبيعتها. سيارات تطير ولا تسير، وأخرى لا تحمل لوحات أرقام أو تحمل لوحة أمامية فقط، وثالثة يقودها صبية، ورابعة ينشغل قادتها بإرسال رسائل نصية أو مشاهدة مقاطع فيديو على هواتفهم المحمولة أثناء القيادة، وخامسة أجرة ومرخصة ملاكى، وهلم جرا.

وحيث إن إدارة المرور أشارت إلى أن حادث ليل الأربعاء وقع بسبب السرعة الزائدة، فإنه تجدر الإشارة إلى أن طريق السويس وغيره من الطرق يخلو من لوحات تحديد السرعات. وقلما يكون هناك رادار، أو ضابط مرور على دراجة نارية يراقب ويتابع معاتيه القيادة، سفاكى الدماء من المطلوقين على الطرقات على مدار الـ24 ساعة.

وإذا كان هذا هو الحال على الطرق السريعة، فإن الوضع فى داخل المدن أزفت وأقبح. ومن واقع الخبرة، فإن ضاربى عرض الحائط بأبجديات السلامة المرورية موجودون فى كل مكان. فى داخل شوارع «مدينتى» و«الشروق» و«التجمع»، السير عكس الاتجاه عقيدة، وأولئك لهم اليد العليا لأنهم يتطاولون قولاً وفعلاً على القلة القليلة الملتزمة والمعترضة. ولأن هذه القلة لا ظهر لها أو سند أو دعم من قبَل القائمين على أمر تطبيق القانون، فإن الشارع لهم.

الشارع المصرى فى كارثة حقيقية. وإدارة المرور مسئولة مسئولية كاملة عما يحدث وعمن يقع من قتلى ومصابين وخسائر. الأحاديث الودية غير الرسمية مع الضباط تحمل لوماً على القيادات التى لا تدعمهم بالقدر الكافى من القوات، والتى أحياناً تميل إلى مجاملات مع مرتكبى المخالفات حيث «فلان ابن فلان باشا فمعلش» أو «علان قريب علان باشا فلا داعى للإحراج». وأمناء الشرطة يحملون قدراً غير قليل من الغل والحنق لأسباب تتعلق برواتبهم. وبالنسبة للأفراد، فإنهم لا حول لهم ولا قوة. ربما يعرفون معانى ألوان الإشارات فى حال كانت غير معطلة، لكن السير عكس الاتجاه، والدوران من غير الأماكن المخصصة، والقيادة الجنونية والحركات البهلوانية والتوك توك و«التمناية» والمركبات غير المرخصة والتحدث فى المحمول أثناء القيادة.. إلخ فلا يعرفون عنها شيئاً.

الضاربون بقواعد وقوانين المرور عرض الحائط يفعلون ذلك لأنهم على يقين بأن أحداً لن يحاسبهم. كانت إدارة المرور، وصارت إدارة تكريم الإنسان.

 

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة تكريم الإنسان إدارة تكريم الإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon