توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم يلتقطون الأنفاس في العيد

  مصر اليوم -

إنهم يلتقطون الأنفاس في العيد

بقلم : أمينة خيري

نكهة العيد مختلفة؟ نعم! لكننا سنفرح ونهيص ونعيد. أجواء الاحتفال مغايرة لتلك التى اعتدناها كل عام؟ نعم! لكننا سنخلق أجواء بديلة تحقق لنا قدراً معقولاً يسعدنا ويسعد من نحب. مأمأة الخرفان وخوار الأبقار وزملائهم من الأضاحى أقل من أعياد مضت؟ نعم، لكن البدائل من صكوك وطرق أنظف وأكثر تحضراً من إسالة الدماء فى الشوارع متاحة وأكثر ضماناً لتوزيع أكثر عدالة على المحتاجين بجد، وليس محترفى ومحترفات تجميع لحوم العيد. دور السينما ستستمر فى تكبد خسائر فى أحد أبرز مواسمها لتخوف كثيرين من التواجد فى أماكن مغلقة؟ نعم، ولكن ربما يكون ذلك فرصة لالتقاط الأنفاس من حفلات التحرش الجماعى التى أصبحت سمة من سمات الأعياد.

مائدة العيد تشهد تقلصاً فى البروتين وترشيداً فى الكلفة بسبب الضغوط الاقتصادية المتفاقمة؟ نعم، ولكن ربما تكون فرصة أيضاً لإعادة النظر فى الكم المذهل من المال الذى ننفقه على الأكل، والكم المذهل من الفاقد الناتج، ولعلنا نرفع شعار «العيد فرخة» وليس بالضرورة فخذة. العيد فى ظل كورونا مختلف، لكن الاختلاف ليس بالضرورة مدعاة للبؤس والحزن، بل يمكن أن يكون فرصة للتعديل والتغيير بناء على المعطيات المستجدة، وأيضاً لمراجعة عادات وتصرفات كان ينبغى أن تتغير وتتعدل دون شرط الوباء. المغالاة فى كميات الأطعمة وإسالة دماء الأضاحى فى الشوارع (وهو ما لا يحدث فى أعتى الدول الإسلامية)، واعتبار التحرش بالإناث وسيلة احتفالية، والتكدسات فى أماكن الاحتفال..

وغيرها، كانت تحتاج منا نظرة، فرب كورونا نافعة للمراجعة والتعديل. صحيح أن الأخبار المعتادة فى العيد مازالت تنهال علينا، حيث «ضبط أطنان من اللحوم الفاسدة كانت معدة للبيع» أو «ضبط كميات من المواد المخدرة قبل بيعها بمناسبة العيد»، لكنها لن تفسد فرحتنا، وكفانا ما نحن فيه من قلق ارتداء الكمامات وتوجس السعال والعطس وتطهير الأيدى بصفة مستمرة. ودائماً تكون المناسبات والإجازات فرصة للخروج على الروتين وإعادة شحن الأرواح المنهكة.

وقد تكون أيام العيد فرصة تهدأ فيها أعصابنا المشدودة جراء برامج الهبد والرزع الليلية والتى يتأرجح أغلبها بين مذيع يزعق لنا ويهددنا وحتى حين يخبرنا بما جرى خلال اليوم يظل يصيح ويصرخ، أو آخر يسهب فى الخبر الواحد حتى يقتلنا الملل ويضربنا الزهق، ونوع ثالث تخصصه طلاء الواقع باللون البمبى المسخسخ وكأن المتلقى يعيش فى كوكب آخر. وبينما نحن نتضرع إلى الله ألا يفسد الخونة والمرتزقة والمجرمون فرحتنا بالعيد، نتضرع له كذلك ليمد لنا يد العون وينير بصيرتنا لعلنا نعى أننا نتجرع سموماً مركزة منذ سنوات لا تقل عن الأربعين اسمها الاتجار بالدين وخلطه واحتكار التفسير والهيمنة عليه من قبل البعض وكأنه ملكية خاصة يحدد أصحابها المنتفعين بها فى مقابل أن يدينوا لهم وليس للدين بالولاء.

عيد سعيد، ولعها فرصة لالتقاط الأنفاس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يلتقطون الأنفاس في العيد إنهم يلتقطون الأنفاس في العيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon