توقيت القاهرة المحلي 04:45:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر الجديدة وكباريها

  مصر اليوم -

مصر الجديدة وكباريها

بقلم : أمينة خيري

سكنتُ مصر الجديدة لمدة تزيد على عقدين. عاصرت ازدهارها ورعاية الدولة لأماكن بعينها فيها، وعاصرت تدهورها بعد انقشاع رموز الدولة الذين كانوا يولونها الاهتمام بعيدًا عن المشهد. وأعرف التركيبة السكانية، ومن ثم الاجتماعية والثقافية لهذا الحى العريق، وما كانت وما آلت إليه. وأتابع بشغف جهود بقايا «السكان الأصليين» من المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالحى الذي كان، والموثقين لما لحق به على مر السنوات من آثار التدهور السلوكى والأخلاقى تارة، ممثلاً في إشغالات الطرق والأرصفة وتراكم القمامة والزحف المنظم للعشوائية، والتسييس حيث الإهمال الممنهج بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق مبارك تارة أخرى، ومحاولات إعطاء قبلة حياة للحى الذي كبست مدينة نصر ثم مدينة السلام ومعها عزبة الهجانة على أنفاسه فأكملت على ما تبقى منه تارة ثالثة. إعطاء قُبلة الحياة للحى، المتسم بموقع جغرافى فريد، حيث المقر الرئاسى، ووقوعه في الطريق من وإلى العاصمة الجديدة، يظهر في الكم المذهل من إنجازات الطرق والكبارى. هذه الإنجازات في البناء تجرى بسرعة مذهلة لدرجة أن سكان مصر الجديدة أنفسهم باتوا غير قادرين على التعرف على معالم الحى لتغير شكله وطابعه العمرانى.

وينبغى الإشارة إلى أن جانبًا لا يُستهان به من أسباب الزحف العمرانى الذي يؤرق البعض يعود إلى سباق الأرانب الآتى على الأخضر واليابس (والذى مازالت الدولة تطبطب عليه بحنان). ونعود إلى مصر الجديدة وهذا الكم المذهل من الكبارى وإصلاحات الطرق وتغيير مساراتها، بالإضافة إلى محطات مترو الأنفاق الجارى بناؤها، وذلك لطرح عدد من الملحوظات أو المطالب.

أحد أبرز وأهم المطالب هو النظر بعين الأولوية العظمى للمارة وعابرى الطرق من السكان والعاملين والزوار. الشوارع التي أصبحت بالغة الاتساع وذات «حارات مرورية» عدة (لاحظ أن مفهوم الحارة المرورية التي يلتزم بالسير فيها قادة السيارات غائب تماماً) سيضطر المترجلون إلى عبورها. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، وحتى قبل انتهاء الأعمال في هذه الشوارع، شهدت عددًا معتبرًا من حوادث دهس المواطنين من قبل السيارات الطائرة. والسؤال هو: هل ستكون هناك إشارات مرورية في شوارع طويلة وسريعة وواسعة مثل الثورة وعمر بن الخطاب والميرغنى وغيرها؟! وفى حال وجود إشارات، هل ستكون من النوع الذي يعمل، أم ذلك الذي يُستخدم للزينة في شوارع عدة في القاهرة؟ وهل سنشهد اليوم الذي يعود فيه رجال المرور للعمل في كل الشوارع والميادين وليس بعضها، لاسيما المحيط بقصر الاتحادية مثلاً؟ وسؤال آخر يدور حول حكاية زرع الكبارى وأعمدتها: في ضوء ثقافتنا الراسخة المعادية للاستدامة، هل هناك من يصدق أن الزرع سيحيا أكثر من أسبوعين؟! ولنفرض أن الرقابة ستدوم لرعايته، هل رى أعمدة الكبارى وجسمها أمر منطقى؟

ويظل الانبهار بحجم العمل حاكمًا، وتوجيه الشكر لكل من ضلع فيه واجبًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الجديدة وكباريها مصر الجديدة وكباريها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon