توقيت القاهرة المحلي 04:11:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية

  مصر اليوم -

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية

بقلم : آمينة خيري

يخطئ من يعتقد أننا وصلنا مرحلة المعرفة الكاملة بشؤون الفيروس، أو أننا تمكنا من تحديد معالمه بشكل كاف. كما يخطئ من يعقتد أن الأخبار التى ترد إلينا من حول العالم والتى يدور أغلبها فى إطار العودة التدريجية للحياة الطبيعية تعنى أن مرحلة الخطورة قد زالت، وأن الفترة الصعبة قد انقضت.

المؤشرات تقول إن العالم سيعاود تدريجياً فتح ما كان يعرف حتى أواخر عام 2019 بـ«الحياة الطبيعية». والمؤشرات تخبرنا، كذلك بأن هذه المعاودة ليست ناجمة عن انقشاع خطر أو انتهاء تهديد، بل عن درء خطر أكبر، ألا وهو توقف كل عمليات الإنتاج وإفلاس الجميع وموت كثيرين جوعاً إما لعدم وجود مال يشترون به احتياجاتهم أو لوجود مال ولكن عدم وجود ما يشترونه، وذلك أمام خطر أصغر ألا وهو تعريض حياة أو صحة قطاعات من البشر لخطر التقاط العدوى وربما الموت.

هذه العودة أيضاً لا تعكس جاهزية الدول للتعامل مع الإصابات المتوقعة بقدر ما تعنى «تستيف» الأمور الصحية وإعادة ترتيب أولويات الرعاية الطبية واستغلال الأشهر الأربعة الماضية فى استكشاف قدرات الأنظمة الصحية من حيث قدرة الاستيعاب وتوافر المعدات الطبية ووضع تصورات عريضة لقدرات هذه الأنظمة على التعامل مع صحة الشعوب، كل بحسب قدراته. بمعنى آخر، الأشهر الأربعة الماضية وضعت كل دولة من دول الكوكب أمام اختبار عملى مباغت و«عرفتها حجمها الحقيقى». يمكن القول أن أربعة أشهر من عمر كورونا المستجد أخضعت نظم العالم الصحية لاختبار عملى إجبارى مباغت، دون أن تعطيها فرصة التحضير أو التفكير أو التدبير. وتساوى فى ذلك جميع الدول، من لديه لجان إدارة أزمات، ومن ليس لديه، ومن لديه هياكل منزوعة المحتوى. نرى دولاً بدأت تفك الإغلاق ثم ما لبثت أن عادت إليه مجدداً بعد تفاقم الإصابات، ونرى أخرى تفك الإغلاق وتمضى الإصابات قدماً، لكنها تقرر المضى قدماً فى العودة إلى الحياة، ونرى دولاً ساعدتها أنظمتها الصحية المتطورة والمقتدرة مادياً مع قلة عدد السكان على التعامل الهادئ مع الكارثة، وأخرى دخلت بـ«فتحة صدر» متعالية على الفيروس وساخرة من التضييقات فإذا بها تنكس الأعلام حداداً على قتلى تجاوزوا الـ100 ألف.

خلاصة القول إننا فى مصر عائدون إلى «الحياة الطبيعية»، لكن علينا أن نعى أن «الحياة الطبيعية» ستظل استثنائية لحين إشعار آخر، أى أنه سيكون علينا أن نتوقف عن ازدراء الطابور ومقت التنظيم. سنضطر إلى استيعاب أن فى الطابور- حيث البشر غير متلاصقين- حياة، وفى احترام المساحة الشخصية حول الأفراد نجاة. وأن غسل الأيدى بذمة وضمير بالماء والصابون سيبقى معنا أيضاً حيث «الطلسأة» تعرض صاحبها ومن يتعامل معهم لخطر الموت أو المرض. بعد العيد، وبشكل تدريجى، نعود إلى «الحياة الطبيعية» ولكن بطريقة استثنائية، أو بمعنى أدق سنعتنق الحياة الاستثنائية بأسلوب حياة طبيعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon