توقيت القاهرة المحلي 04:45:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيانات كورونا الضخمة

  مصر اليوم -

بيانات كورونا الضخمة

بقلم : أمينة خيري

لا يمكن تجاهل «البيانات الضخمة» أو Big Data وزحفها المقدس الواضح وضوح الشمس هذه الأيام. هذا الكم المذهل من المعلومات عن الفيروس المستجد والمصابين به وكيفية إصابتهم وأعمارهم وظروفهم الصحية، وقدرات دولهم على المتابعة والترصد والاختبار، وتراوح أنظمة العالم الصحية فى قدراتها للتعامل مع ما يحدث، وتفاوت الأوضاع المعيشية الناجمة عن الوباء من حيث قدرة الناس على الحصول على احتياجاتهم الغذائية والخدمية، ونوعية العلل النفسية الناجمة عن الحظر والإغلاق، والآثار الاقتصادية حيث نسب بطالة وتسريح عمال وتوقف أعمال وكيفية الاستجابات الرسمية لتراكم الديون وأسعار النفط والأزمة الإنسانية الأكبر فى تاريخ الكوكب الحديث، هذا الكم المذهل منجم ذهب معلوماتى لا يقدر بمال. لم يعد المال بصوره التقليدية هو الأقيم والأهم. إنها المعلومات الضخمة. وضخامتها لا تكمن فيما تحتويه من معلومات عسكرية خاصة بالعتاد والسلاح والذخائر، بل تكمن فى تعرية التركيبات الديموغرافية لأغلب دول الكوكب وتركيبة السكان من حيث الصحة ونسب الأمراض وطبيعتها ونسب الأعمار والجنس ومستويات الدخل وتفاوت درجات التضرر وطبيعة السكن وتفاصيله الدقيقة والعريضة، ناهيك عن كشف حقيقة الهياكل الاقتصادية الفعلية، وقدراتها على الصمود بناء على معطيات ذات تفاصيل كثيرة باتت معروفة بفضل الفيروس. الفيروس مكّن سكان الكوكب من معرفة أى الدول تواجه أزمة فى مخزون البصل، وأيها يعانى لتوفير ورق التواليت أو الأرز أو البقول للسكان المحظورين. كما سلط الفيروس الضوء على أى الدول لديها تركيبات سكانية شبابية قادرة وراغبة فى العمل الاجتماعى وتقديم يد العون للأكثر احيتاجاً أو ضعفاً، وأيها يميل إلى التقاعس أو لا يملك الرغبة.

وكشف الفيروس عن تغلغل أيديولوجيات مريضة وأخرى صحيحة لدى شعوب الأرض، فمن موسيقى للترفيه عن البشر هنا إلى تكفير وتحريم لها واكتفاء بالإغراق فى جوانب البلاء وشؤون الاكتئاب. وكان للفيروس الفضل فى كشف المستور عن عادات وتقاليد عدة وثقها علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا على مر عقود طويلة باعتبارها أشبه بالمقدسات لدى الشعوب، لكن مع وضع هذه العادات شبه المقدسة أمام مخاوف الوباء وخطر الإصابة تقهقرت العادات الراسخة وتراجعت التقاليد البازغة، فمنهم من رفض دفن جثامين الموتى رغم قدسية الدفن فى ثقافته، ومنهم من حرقها رغم كراهة ذلك فى معتقده، والأمثلة كثيرة جداً. ويضاف إلى كل ما سبق استخداماتنا المكثقة للأجهزة الرقمية المتصلة بالإنترنت وتسابق البلايين من البشر حول العالم للكتابة والمشاركة والتساؤل حول الفيروس وتعامل حكومته معه بين مؤيد ومعارض ومفتٍ ومنتقد وما ينجم عن ذلك من كم مذهل من «البيانات الضخمة» عن مواقف شعوب الأرض من حكوماتها، وتعاملها مع رؤسائها وملوكها فى زمن كورونا. زمن كورونا فتح باب «البيانات الضخمة» على مصراعيه. وأولوية الاستفادة وآثارها وما الذى سينجم عن تحليلها وتفنيدها ليس معروفاً بعد لدى العامة، لكنه بكل تأكيد معروف لدى الخاصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيانات كورونا الضخمة بيانات كورونا الضخمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon