توقيت القاهرة المحلي 03:45:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيد بنكهة التباعد

  مصر اليوم -

عيد بنكهة التباعد

بقلم : آمينة خيري

اليوم نحتقل بالعيد ونحن متباعدون اجتماعيًا متقاربون إلى حد التطابق نفسيًا. الجميع يقف على جبهة واحدة تختلط فيها فرحة العيد بمذاق الوباء المختلف. مظاهر الأيام الأخيرة من رمضان تشير إلى رغبة شعبية عارمة فى مقاومة فزع العدوى والتغلب على هلع عداد الإصابات.علب الكعك الصغيرة سيدة الموقف. فكعكة واحدة أو اثنتان تكفيان فالعبرة هنا بالرمز لا بكثرة الالتهام. التكتيك لأيام طويلة من الحظر المنزلى استوجب خطة مشاهدة تلفزيونية مكثفة ستجمع حتمًا عددًا غير قليل من أفراد الأسرة، سواء بإرادتهم أو رغمًا عنهم، وهذا فى حد ذاته جميل. صحيح أن مؤشرات تؤكد أن البعض مازال مصرًا على الالتفاف على التباعد الاجتماعى والحظر شبه الشامل المفروض كإجبار غير مباشر للجميع على البقااااااااء فى البيت لعل هذا المنحنى الشرير يبدأ فى الانكسار وحتى التسطح، لكن شعور الجميع بالقلق ربما يكون حافزًا لتوخى المزيد من الحذر. فلا الالتفاف على الحظر جدعنة ولا محاولة خرق مبدأ التباعد عبر تجمع العديد من الأسر فى بيت واحدة طيلة إجازة العيد ذكاء أو حكمة، بل أنانية مفرطة وطيش بالغ.

بلوغنا هذه المرحلة من الإصابات والوفيات يستدعى بعضًا من تمهل وكثيرًا من تعامل علمى مع الموقف. ولعل إجازة العيد الطويلة فرصة ذهبية لقهر الفيروس الذى لن تقهره الكوميكس التى ترسم ضحكة على وجوهنا أو الميمز التى تستدعى السخرية من أحوالنا. العنصر الكوميدى فى الوضع الفيروسى الحالى ضرورة ووسيلة مساعدة لحفاظنا على قدر من الصحة النفسية، هذا مؤكد. لكن تحويل الأمر برمته إلى ضحكة أو تهوين فيه سم قاتل. يسعدنا كثيرًا ما يثار من أننا «شعب مالوش كتالوج» أو أن «ردود فعلنا عادة تكون خارج إطار المتوقع تمامًا وأحيانًا عكس المنطقة كلية» وغيرها من المفاهيم التى تجعلنا نتمتع بمكانة متفردة بين شعوب الأرض، وهذا جميل. لكن أن نرتكن إلى غياب الكتالوج أو بقاء ردود فعلنا عصية على التوقع فى ظل وباء عالمى رفض عمل استثناءات لأى من شعوب الكوكب ارتكان مرعب.

ويكمن سر الخلطة السحرية هذه المرة فى عمل التوازن الصعب: نأكل كعكة ونشاهد التلفزيون ونتجمع كأسرة صغيرة مع الحفاظ على مسافة التباعد المنصوص عليها أمام التلفزيون ونأخذ نفسًا طويلًا ونعد من واحد لمائة ومائتين إن لزم الأمر قبل أن يوزنا الشيطان ونعزم طنط عنايات وولادها وأبلة أفكار وأخوتها ليستمتعوا معنا بالعيد، أو نلتقى شلة الأصدقاء فى سيارة أحد منهم معتقدين خطأ أننا مستمرون فى التباعد محترمون للإغلاق محافظون على الحظر.

عيد مختلف؟ نعم. أيام صعبة؟ نعم. نغرق فى الهلع ونستسلم للخوف؟ لا. نقضى عيدًا سعيدًا فى حدود إمكانات الحظر؟ نعم. نصر على الفهلوة وخرق القواعد لنثبت لأنفسنا إننا جامدين قوى؟ لا وألف لا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد بنكهة التباعد عيد بنكهة التباعد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon