توقيت القاهرة المحلي 17:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المفاخرة بـ«الكيف» وليست بـ«الكمّ»

  مصر اليوم -

المفاخرة بـ«الكيف» وليست بـ«الكمّ»

بقلم : أمينة خيري

ما المستقبل الذى ينتظر كل هؤلاء؟!، وما شكل الحاضر الذى يعيشه الصبية والشباب والرجال الذين يصارعون فى شوارع المحروسة بهذا الكم الرهيب من التكاتك؟، وهذه الملايين من الباعة الجوالين وبائعات الخضروات وعمال اليومية ممن يضمنون عمل اليوم ويبقى رزق الغد فى علم الغيب، كيف يخوضون حياتهم؟!.. هذه وأسئلة أخرى كثيرة تفرض نفسها ما إن تشتبك مع الحياة فى أى شارع أو حى فى مصر. يتناولها البعض من منظور «رزقك على الله». ويتناولها البعض الآخر من منطلق «ماحدش بيبات جعان» وفى أقوال أخرى «ماحدش بيموت من الجوع». ويصر آخرون على اعتبار مجرد طرح هذه الأسئلة تدخلًا فى إرادة الله، فـ«العيل بييجى برزقه».

كذب هذه المقولة وخرافتها، بل إن العيل بييجى برزق آخرين ويكبر وينشأ على قفا ميزانية الدولة، وحين تعجز ميزانية الدولة عن الاستمرار فى تمويل هذه العملية يتم ترك الحبل على الغارب كنوع من ضمان السلم الاجتماعى. وليس خفيًا على أحد أن ترك هذا الكم من التكاتك المارقة، والتروسيكلات الخارقة وأصحاب فرشات البضائع على الأرصفة والسياس المستولين على الشوارع وجيوش المتسولين والمتسولات وغيرها من الأنشطة العشوائية وغير القانونية- هو «مسكنات» موضعية لأمراض مستفحلة يستحيل حلها بين ليلة وضحاها. إنه الحل «السهل» لتأجيل انفجار القنبلة.

لكن القنبلة تأبى إلا أن تتوحش وتتوغل. والتغاضى عن الأيديولوجيا الشعبية التى يجرى تغذيتها عبر مدارس فكرية دينية تُرِكت حتى استفحلت وتمكنت من عقول الملايين هو الطريق المضمون نحو إسقاط الدول عبر تسليط أهلها عليها. وللعلم والإحاطة فإن عملية الإنجاب دون هوادة وتوريث الفقر والجهل من جيل إلى آخر ظنًا من الأهل أن رؤوس الأموال البشرية التى يجرى ضخها فى سوق الاقتصاد بالغ العشوائية من تكاتك وفرشات أرصفة يباركها ويدافع عنها، بل يدعو إليها كثيرون ممن نشأوا فى كنف النسخة المشوهة من الدين التى هيمنت على مصر فى العقود الخمسة الأخيرة. أى مستقبل يتنظر سائق التوك توك ابن الـ13 عامًا اليوم؟؟.. أغلب الظن أنه سيعيد إنتاج نفسه مرارًا وتكرارًا ظنًا منه أن هذا هو النموذج الوحيد المتاح للإنسان.

الإنسان لا يحتاج فقط إلى أكل وشرب وملابس تستر عوراته وبضعة جنيهات يعود بها إلى البيت فى نهاية اليوم. والترويج الدينى والثقافى لهذا النموذج باعتباره الأقرب والأحب إلى الله هو ضحك على الذقون بالذقون. الفقر ليس عيبًا، لكن العيب كل العيب أن يتم تزيين الفقر باعتباره ملجأ الطيبين والمتدينين والموعودين بالجنة. والعيب كل العيب أن يتم وصم من يطالب بكسر دائرة الفقر ووضع سياسات فعلية وتفعيل قوانين وشن حملات توعية بأنه يحول دون مفاخرة النبى (ص) بنا يوم القيامة. المفاخرة بنا يستحيل أن تكون بـ«الكم»، بل بـ«الكيف».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفاخرة بـ«الكيف» وليست بـ«الكمّ» المفاخرة بـ«الكيف» وليست بـ«الكمّ»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon