توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلطة الغوغاء

  مصر اليوم -

سلطة الغوغاء

بقلم : أمينة خيري

ينتج تضارب الاختصاصات عادة عن غياب تحديد الاختصاصات من الأصل، بالإضافة إلى غياب مراقبة ممارسة هذه الاختصاصات. نائب برلمانى يقرر أن «يفتش» على مستشفى ومعه كاميرات لتسجيل الغزوة بهدف تعضيد مكانته أمام أبناء دائرته. وجميعنا على علم ودراية كاملين بطبيعة الفيديوهات التى تتم مشاهدتها وتشاركها تشاركًا «فيروسيًا» أو كما يقولون بالإنجليزية goes viral، وهو ما يعنى نسب مشاهدة عالية وشعبية ضارية، حيث علاقة وثيقة بين السباب والصراخ والخناق ونسب المشاهدة والتشارك المرتفعين. إنها الحبكة العنكبوتية مضمونة النتيجة.هذا المشهد الهزلى الواقعى يعكس غيابا كاملا لفكرة: من مختص بعمل ما؟ وما عقوبة الشخص الذى يقرر أن يقوم بعمل غير مخول له القيام به حتى وإن افترضنا قيامه بهذا السطو بحسن نية؟.

وربما بحسن نية، يأخذ أمين الشرطة على عاتقه مهمة تنظيم إيقاف السيارات صفًا ثانيًا وثالثًا أمام البنك الذى يحرسه لحين إتمام صاحب السيارة معاملة بنكية. لكنه أيضًا تضارب اختصاصات. والمقابل المادى الذى يتم دسه فى يد الأمين- ولو كان ذلك برغبة خالصة من قبل صاحب السيارة- هو أيضًا تضارب اختصاصات. فلا الأمين يملك الشارع فيحصل عليه أرضية، ولا هو سايس الذى هو فى الأصل ينصب نفسه مختصًا بإيقاف السيارات فى الشارع دون وجه حق، ناهيك عن صورة رجل الشرطة ومكانته حين يكون معلومًا لدى الجميع أنه يقبل الهبات، فكيف يكن له المواطن الاحترام باعتباره منفذًا للقانون؟.

وفى أحد التجمعات السكنية «الراقية»، واقعة ضمن ملايين الوقائع التى تموج بها مصر فى زمن تضارب وتداخل الاختصاصات دون أن يزعج ذلك أحدًا أو يلفت الانتباه إلى الاغتيال اليومى لدولة القانون. سيدة ترتدى «إسدالًا» (الـset up هنا له دلالة) تسير خلف فتاة ترتدى بنطلونًا صنفه «المراقبون» بالـ«ضيق نسبيًا» ومعها كلب (لاحظ أن المتدينين الجدد يعتبرون الكلب شيطانًا ومربيه مارقًا)، وهو بالطبع ما يستفز مشاعر السيدة الأولى «الملتزمة» «أخلاقيا» لاسيما فى «نهار رمضان». سباب وشتم بأقبح الألفاظ من السيدة «الملتزمة» للفتاة، وتهديد ووعيد لها بتلقينها درسًا.

والدروس المتصاعدة فى المجتمع المصرى والمندرجة تحت بند «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» هى من أبرز أمارات تداخل الاختصاصات وتضاربها. وبالإضافة لكونها عاكسة لماهية الأخلاق الحميدة ومفهوم السلوكيات القويمة التى باتت متجذرة لدى كثيرين.

أروع عبارة قيلت فى واقعة النائب والتى تنطبق على العديد من الأمور فى مجتمعنا هى «سلطة الغوغاء» والتى جاءت فى مذكرة تقدمت بها نقابة أطباء الدقهلية للبرلمان. سلطة الغوغاء المتنامية تكشف عن تداخل الاختصاصات، وتعرى السداح مداح المهيمن على تفاصيل حياتنا. فلماذا نغض عنها الطرف؟ هل لأنها تأتى على هوانا، أم لأن مفهوم دولة القانون يحتاج ترجمة فعلية وتوعية حقيقية دون السماح باختلاط خيوط التدين الشعبى بالبرستيج السياسى بالضبطية القضائية بالبرلمان بالمستشفى بالإسدال بالبنطلون بالكلب؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطة الغوغاء سلطة الغوغاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon