توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحمل «البوركينى» لمصر

  مصر اليوم -

نحمل «البوركينى» لمصر

بقلم : أمينة خيري

لو كان ملف «بوركينى أمام بكينى» يتعلق بالحريات العامة واحترام الخصوصية والمساواة تحت مظلة الدستور والقانون، لكنت أول الواقفين فى طابور الدفاع. ولو كانت المسألة تتعلق بقواعد الدولة المدنية التى تضمن عدم خرق القانون والعقد الاجتماعى لكنت من اول الهاتفين لحماية القواعد.

ولكن الخناقة المستعرة للأسف لا تتعلق بأى مما سبق. كما أنها ليست خناقة تافهة أو سطحية أو كما ينعتها البعض تفكهاً وسخرية «كلام فاضى لا يرقى إلى ما تتعرض له مصر اليوم من أخطار دامغة قادمة من ليبيا حيث المستعمر التركى، أو جراء سد النهضة، أو بسبب الحدود الملتهبة والداخل الساخن فى شمال سيناء. بل أقول إنها وثيقة الصلة بكل ما سبق.

صحيح أن الخناقة اتخذت شكل (خناقة ستات) كما يحلو للأدمغة الذكورية أن تسميها، وصحيح أن الملفات التى غاصت فيها الخناقة تدق على أوتار (حقوق الإنسان) و(الحريات) و(المساواة) و(محاربة العنصرية والطبقية) وغيرها من القيم العظيمة، إلا أن ما سبق كلمة حق يراد بها باطل.

نسبة من المصريين لا ترى فى التدخل التركى فى ليبيا والتهديد البجح الموجه لمصر مصدر خطر أو مدعاة قلق. بل قالت لى صديقة عزيزة يفترض أنها على قدر من الثقافة (دول فى الأول والآخر مسلمين)، فى الإشارة إلى الوجود التركى فى ليبيا.

ولا يخفى على أحد كذلك نبرة تسود لدى البعض تعتبر أن ما يثار حول الخطر الكامن فى ليبيا والمتفاقم بسبب (الخليفة) الرابض هناك هو خطر مبالغ فى تقديره ولا ينبغى أن نشغل أنفسنا به. آه والله. ما علاقة ذلك بجدية الجدل السائد بين ثنائية (البوركينى والبكينى)؟ هى علاقة وثيقة، يحاول البعض أن يقدمها وكأنها خناقة بين الإيمان والكفر، وبين الجنة والنار، وبين مصر الدولة الإسلامية ومصر الدولة الكافرة.

وقبل الخوض فى هذه المسألة ينبغى الإشارة إلى أن من صنف الخناقة على اعتبار أنها (بوركينى) يواجه (بكينى) خبيث وشرير. هذا التصنيف هو استمرار وإصرار على حصر الناس فى فريقين لا ثالث أو رابع أو خامس لهما: فريق الجنة والحق والمستحق، وفريق النار والشر والضرر. هذا التصنيف هو عين الخراب الذى تحمله التيارات الإسلامية من جماعات إسلام سياسى ودعاة جدد وتنمية بشرية دينية لمصر. جميعها لا يهدف إلا إلى تجييش الناس وتنشئتهم على الفوقية الدينية والعنصرية الاجتماعية حيث إما أنت معنا (فى الجنة) أو ضدنا (فى النار). وحتى لا أُتهَم بالمبالغة، ليس عليك سوى متابعة تعليقات وكتابات الناس على معركة البوركينى. الغالبية تدس كلمات مثل (ديوث) و(العرى) و(العهر) و(اللحم الرخيص) إلى آخر القائمة الترهيبية. هذه الكلمات ليست دفاعاً عن بكينى أو بوركينى، لكنها عرض لوجهة نظر تدعو إلى عدم الانسياق وراء ثنائية طهر البوركينى وعهر كل ما عداه. فالمسألة أكبر من ملابس بحر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحمل «البوركينى» لمصر نحمل «البوركينى» لمصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon