توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحمل «البوركينى» لمصر

  مصر اليوم -

نحمل «البوركينى» لمصر

بقلم : أمينة خيري

لو كان ملف «بوركينى أمام بكينى» يتعلق بالحريات العامة واحترام الخصوصية والمساواة تحت مظلة الدستور والقانون، لكنت أول الواقفين فى طابور الدفاع. ولو كانت المسألة تتعلق بقواعد الدولة المدنية التى تضمن عدم خرق القانون والعقد الاجتماعى لكنت من اول الهاتفين لحماية القواعد.

ولكن الخناقة المستعرة للأسف لا تتعلق بأى مما سبق. كما أنها ليست خناقة تافهة أو سطحية أو كما ينعتها البعض تفكهاً وسخرية «كلام فاضى لا يرقى إلى ما تتعرض له مصر اليوم من أخطار دامغة قادمة من ليبيا حيث المستعمر التركى، أو جراء سد النهضة، أو بسبب الحدود الملتهبة والداخل الساخن فى شمال سيناء. بل أقول إنها وثيقة الصلة بكل ما سبق.

صحيح أن الخناقة اتخذت شكل (خناقة ستات) كما يحلو للأدمغة الذكورية أن تسميها، وصحيح أن الملفات التى غاصت فيها الخناقة تدق على أوتار (حقوق الإنسان) و(الحريات) و(المساواة) و(محاربة العنصرية والطبقية) وغيرها من القيم العظيمة، إلا أن ما سبق كلمة حق يراد بها باطل.

نسبة من المصريين لا ترى فى التدخل التركى فى ليبيا والتهديد البجح الموجه لمصر مصدر خطر أو مدعاة قلق. بل قالت لى صديقة عزيزة يفترض أنها على قدر من الثقافة (دول فى الأول والآخر مسلمين)، فى الإشارة إلى الوجود التركى فى ليبيا.

ولا يخفى على أحد كذلك نبرة تسود لدى البعض تعتبر أن ما يثار حول الخطر الكامن فى ليبيا والمتفاقم بسبب (الخليفة) الرابض هناك هو خطر مبالغ فى تقديره ولا ينبغى أن نشغل أنفسنا به. آه والله. ما علاقة ذلك بجدية الجدل السائد بين ثنائية (البوركينى والبكينى)؟ هى علاقة وثيقة، يحاول البعض أن يقدمها وكأنها خناقة بين الإيمان والكفر، وبين الجنة والنار، وبين مصر الدولة الإسلامية ومصر الدولة الكافرة.

وقبل الخوض فى هذه المسألة ينبغى الإشارة إلى أن من صنف الخناقة على اعتبار أنها (بوركينى) يواجه (بكينى) خبيث وشرير. هذا التصنيف هو استمرار وإصرار على حصر الناس فى فريقين لا ثالث أو رابع أو خامس لهما: فريق الجنة والحق والمستحق، وفريق النار والشر والضرر. هذا التصنيف هو عين الخراب الذى تحمله التيارات الإسلامية من جماعات إسلام سياسى ودعاة جدد وتنمية بشرية دينية لمصر. جميعها لا يهدف إلا إلى تجييش الناس وتنشئتهم على الفوقية الدينية والعنصرية الاجتماعية حيث إما أنت معنا (فى الجنة) أو ضدنا (فى النار). وحتى لا أُتهَم بالمبالغة، ليس عليك سوى متابعة تعليقات وكتابات الناس على معركة البوركينى. الغالبية تدس كلمات مثل (ديوث) و(العرى) و(العهر) و(اللحم الرخيص) إلى آخر القائمة الترهيبية. هذه الكلمات ليست دفاعاً عن بكينى أو بوركينى، لكنها عرض لوجهة نظر تدعو إلى عدم الانسياق وراء ثنائية طهر البوركينى وعهر كل ما عداه. فالمسألة أكبر من ملابس بحر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحمل «البوركينى» لمصر نحمل «البوركينى» لمصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon