توقيت القاهرة المحلي 08:53:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سجدة رمضان وصدمة المترفعين

  مصر اليوم -

سجدة رمضان وصدمة المترفعين

بقلم : أمينة خيري

وقع المثقفون والمتنورون والمترفعون فى حيص بيص. استيقظوا من نومهم ذات صباح ليفتحوا صفحاتهم الفيسبوكية لتتصاعد صيحات الغضب ما هذا الكائن؟ محمد رمضان «نمبر وان تكاتك مصر» «الأسطورة» حديث الساعة.

صالت وجالت صور «الفنان» أثير مواقع التواصل الاجتماعى ليلقى جزاءه الذى يستحقه من المثقفين والمتنورين والمترفعين. منا من غرق فى الترحم على زمن الفن الجميل، وقت كانت الآهة تبدأ اليوم وتنتهى بعد غد. ومنا من تساءل عن سبب ظهور رمضان رغم ثراء مصر بمواهبها. ومنا من طالب بتدخل النقابات الفنية لوقف هذه المهزلة. بل منا من كتب مخاطبًا السيد رئيس الجمهورية للتدخل وإصدار قرارات لعودة الاحترام واستعادة الأخلاق وتعديل السلوكيات!!

ويبدو أن جميعنا أخذته الجلالة، فلم يكلف خاطره بفتح النافذة والنظر إلى الشارع. بل ربما أغرقنا فى الجلوس أمام شاشاتنا ونسينا أن وقائع وتفاصيل وأحداث وحوادث وظواهر ومظاهر لا حصر لها تدور رحاها منذ سنوات، ونحن عنها غافلون أو متجاهلون أو منشغلون.

انشغالاتنا حالت دون النظر إلى المكون الديموغرافى المصرى الذى انقلب رأسًا على عقب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن نسبة خصوبة نسائنا زادت لتصل إلى 3.2 طفل بعد ما أبلت جهود تنظيم النسل بلاء حسنًا نسبياً فى ثمانيانيت وتسعينيات القرن الماضى. ومعدلات الهجرة من الريف إلى المدينة ترتفع بينما نتحدث. هؤلاء المهاجرون أو النازحون من الريف ذات الأرض الزراعية المتقلصة تحت وطأة البناء هم «العيال التى تأتى برزقها». وكما أخبرنا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وصل المعدل إلى 32.5 فى المائة.

هذه الملايين تجد فى «الفنان» محمد رمضان ما يشبع حواسها ويشفى غليلها ويدغدغ أحلامها ويرفع سقف طموحها. من جهة أخرى، ليس جديدًا أن يعتنق سكان قمة الهرم الفن الذى يصنفه المثقفون بـ«الهابط» أو «المسف» لبعض الوقت على سبيل الصرعة.

صرعة «الفنان» محمد رمضان ستستغرق بعض الوقت، ثم تذهب لحالها، لتأتى صرعة أخرى وهلم جرا.

هذه الكلمات ليست نقدًا أو اعتراضًا على رمضان، لكنها محاولة للنظر إلى المشهد بعين مختلفة. مرة أخرى، لا المنع أو الحجب أو السجن أو العجرفة تطرح حلولاً. لكن الحل يكمن فى التعليم غير الدينى، والتثقيف المدنى، وفرص العمل الحقيقية، وتطبيق القانون عن حق، والتربية الأخلاقية على العيب وليس الحرام فقط (لاحظ أن رمضان يسجد بملابسه المثيرة للجدل محققًا كل ما يدغدغ مشاعر الطبقات المشار إليها سابقًا حيث غناء وفلوس كثيرة وغرابة وقيم الشارع فى البلطجة والقوة مكللاً بسجدة الشكر).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجدة رمضان وصدمة المترفعين سجدة رمضان وصدمة المترفعين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon