توقيت القاهرة المحلي 03:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب شقة تنصهر فيها الطبقات

  مصر اليوم -

مطلوب شقة تنصهر فيها الطبقات

بقلم : أمينة خيري

قمة المتعة متابعة ردود الفعل الشعبية على إعلان أحد التجمعات السكنية المتاخمة للقاهرة. الإعلان الذى يروج للمكان مرتكزاً بشكل مباشر وصريح على المقومات التى يبحث عنها كل منا دون استثناء «لو» أتيحت له فرصة البحث عن سكن أفضل أقام أركان المدينة الفاضلة ولم يقعدها.«يوتوبيا» أو المدينة الفاضلة حيث يسود الجمال والحق والخير والتكامل الكامل بين السكان مع توافر الخدمات للجميع بنفس المستوى وذات الجودة، فتعم البهجة ويسود السلام وينتشر الوئام بين الجميع- لا وجود لها إلا فى فكر مبتدعها أفلاطون. وهى تعاود الظهور بين الحين والآخر فى شكل البعض ممن يعيش فى عالم مواز، أو البعض الآخر لأنه سياسى يسعى للفوز فى الانتخابات المقبلة. ونحاول جميعاً مقاربتها عبر مفهوم العدالة الاجتماعية.

ونعود إلى الإعلان الذى صدم محتواه المباشر عوالم مثالية يغرق فيها البعض. فإزاى وإزاى يقول أحدهم فى الإعلان أن السكان فى هذا المكان شبهنا؟! هذه عنصرية وطبقية وعصف بقواعد الماركسية. وإزاى وإزاى يجاهر الإعلان بما نبحث عنه بدقة متناهية حتى لا ينتهى بنا الحال وقد دفعنا تحويشة العمر فى سكن ينغص علينا حياتنا؟ وإزاى وإزاى لا يحتوى الإعلان على عرض واف ووافر لقيم العدالة الاجتماعية حيث يتقاسم كل منا ما يملك مع أخيه المواطن الذى لا يملك، ويتشارك كل من يملك شقة أو فيلا جميلة غرفها وحدائقها مع متواضعى الحال؟

محتوى الإعلان متواضع جداً. وهذا رأيى. فحين تروج دعائياً لمنتج ما، فأنت تعدد مميزاته وتبالغ فيها وتجملها، وتترك المتلقى يحلم باقتنائها. إعلان السمن يغرق فى إعداد مائدة عامرة بالمأكولات الشهية وربما يطليها بمادة شمعية وتجعل الدجاجة تبدو أكبر وفخذة اللحم أضخم وصينية الكنافة أشهى.

كما تستعين بأشخاص يضحكون ملء شدقيهم فرحاً بالأكل المطبوخ بالسمن الشهى، وهو السمن الذى جمع الأحباب والأصدقاء، وأضفى أجواء الفرحة والإقبال على الحياة. وحين يكون سمناً نباتياً، يحاول الإعلان أن يبيع لنا فكرة أنه لفرط جودته وحلاوته لا يمكن التفرقة بينه وبين السمن البلدى، لكنه لن يخبرنا أن السمن الأول يأكله الفقراء الذين لا يملكون سعر البلدى، كما لن يفاخر بأن البلدى حكر على الأغنياء ويطمئنهم أن الفقراء لن يقتربوا منه، لكن المعنى يظل فى بطن الشاعر. مشكلة الإعلان أنه لم يبق على المعنى فى بطن الشاعر، بل قذفه فى وجه المتلقين.

والمتلقون لن يعترفوا لأنفسهم ولمن حولهم بأنهم فى تفاصيل حياتهم اليومية يبحثون عمن يشبهونهم، فى المظهر والمعتقد والطبقة والأيديولوجيا. هم لا يبحثون عن شقة تنصهر فيها طبقات المجتمع تحت سقف واحد. بمعنى آخر، من يقول لك إنه يبحث عن سكن جديد تتلاحم وتنصهر فيه الطبقات العليا مع الوسطى مع الدنيا فى ملحمة اجتماعية واقتصادية خلابة، اعرف أنه كذاب فى أصل وشه. وتبقى مشكلة الإعلان فى مباشرته الشديدة وافتقاده بديهيات صناعة الإعلان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب شقة تنصهر فيها الطبقات مطلوب شقة تنصهر فيها الطبقات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon