توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مليارات مصر

  مصر اليوم -

مليارات مصر

القاهرة - مصر اليوم

مشاعر الاستغراب والاستعجاب والاندهاش من مبلغ «الخمسة مليارات التى أنفقتها الدولة على المساجد خلال السنوات الخمس الماضية» لا تأتى بالضرورة من قبل فاسقين زنادقة كارهين للدين ومعادين للمتدينين. والاستفسار الاستنكارى المتمثل فى هل مصر والمصريون قادرون على إنفاق خمسة مليارات جنيه فى خمس سنوات بواقع مليار كل عام لبناء مساجد للصلاة؟ وهل هناك مليارات أخرى متوافرة لتمويل التعليم وتدريب المعلمين وتأهيلهم تربوياً بعد عقود تحولت خلالها المدارس إلى هياكل بناء وانتقال العملية التعليمية التلقينية إلى «سناتر» يتكسب منها المعلمون مليارات تدخل جيوبهم دون أن تمر على قنوات ضريبية ويخرج ملايين الشباب والشابات من الحاملين للشهادات دون محتوى تربوى أو أخلاقى بحدهما الأدنى؟ وهل تتوافر لدينا مليارات مشابهة لتمويل البحث العلمى فى الجامعات بدلاً من أضغاث الأبحاث التى يتم إنجازها بفضل «جوجل» تارة وإعادة تدوير الموجود تارة أخرى بغية الترقى والأستاذية؟

وهل تتوافر لدينا مليارات مثلها لتجديد المحتوى الثقافى بشكل ينافس أغانى المهرجانات وأفلام الفنان محمد رمضان منافسة شريفة بعيداً عن الهبد والرزع النظريين دون تقديم بدائل تنظف الآذان وتسمو بالأرواح؟ وقائمة الأسئلة المليارية لا تعد أو تحصى فى دولة تحاول لملمة اقتصادها بعد خبطات موجعة دهورتها أحداث سياسية جسام، وضاعفت من آثارها جائحة وبائية وجوائح أخلاقية وقيمية ناجمة عن سنوات من التجريف وإهمال العنصر البشرى. وهذا الإهمال يعبر عن نفسه تارة باعتبار البناء على أرض زراعية هو حق الأجيال القادمة حقاً أصيلاً، والبناء المخالف «عادى يعنى مش مشكلة»، وتارة أخرى بالنظر إلى الالتزام بالقانون- أى قانون- مسألة هامشية لا جدوى منها، وثالثة باعتناق منهج قوامه ضخ المزيد من العيال لسوق العمل فى التكاتك والدليفرى والسياس وعالم التسول لرفع مستوى معيشة الأسر من جهة واتباع فتاوى تحريم تنظيم النسل من جهة أخرى. كبرنا ونحن نعرف أن المسلم يمكنه أن يصلى فى أى مكان طالما المكان طاهر، وطالما لا يعطل مصالح الناس!!

وكبرنا وهرمنا ونحن نرى حركة بناء هستيرى لمساجد وزوايا بالقانون وبدونه حتى أصبح بين الجامع والجامع جامع. وأخبرنا الأجداد أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع. وما يحتاجه البيت بشدة هو التعليم والتثقيف والتربية (والتربية هنا معناها القيم والقواعد الأخلاقية وليس تنصيب أنفسنا جماعات أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فى الأمور الظاهرية). والسؤال هو: هل كان من شأن تخصيص نصف أو ربع أو ثمن هذه المليارات الخمسة لتنقيح حقيقى للشخصية المصرية التى تعانى الأمرين من انحدار أخلاقى (رغم مظاهر التدين الرهيب) وتدهور قيمى (رغم الالتزام المظهرى الفظيع) أن يدمر الدين ويفتك بالمتدينين؟ وهل الدولة مضطرة لمغازلة تيارات «سلفية» مهيمنة على الهوى الشعبى و«راشقة» على الساحة السياسية التى تسمح بأحزاب دينية نظرياً لكن تقبل بها فعلياً؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليارات مصر مليارات مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon