توقيت القاهرة المحلي 09:06:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المكتبة العامة

  مصر اليوم -

المكتبة العامة

بقلم : أمينة خيري

قررت أن أمضى بعض الوقت بعيدًا عن الأمطار الغزيرة التى تحولت إعصارًا. (الإعصار سبقه تحذيرات ونصائح حول الخطوات التى يجب اتباعها وأرقام الهواتف التى تقدم خدمات الإنقاذ فى الحالات الطارئة)، وجدت ضالتى المنشودة فى ندوة لمؤلفتين تتحدثان عن كتابهما الصادر قبل أيام والموثق للإساءات الجنسية فى المدارس الثانوية الأمريكية. الندوة فى المكتبة العامة فى «فايتفيل»، هذه المدينة الصغيرة فى ولاية أركنسو الأمريكية الواقعة فى الجنوب الشرقى.

وباعتبارى مواطنة مصرية أصيلة، فقد أخذت عدتى وتسلحت بجواز سفرى ومبالغ مالية فئات مختلفة من أجل حضور الندوة. صدمتى الأولى كانت فى المبنى المهيب للمكتبة العامة فى هذه المدينة متناهية الصغر. المبنى العملاق من حيث المساحة وليس الارتفاع يحوى آلافًا مؤلفة من الكتب ومئات من المترددين. موظفو الاستقبال أغلبهم تعدى سن السبعين من العمر. الجميع يهمس لأن الجميع يعلم أنه فى مكتبة للقراءة وليس فى سوق الثلاثاء. لا أثر لقمامة هنا أو رائحة كريهة صادرة عن حمام هناك، أو عامل يفتح لك الباب منذرًا إياك بـ«كل سنة وأنت طيب». وبينما أهم بشرح موقفى وأننى جئت من بلاد بعيدة وأود حضور الندوة، وأننى لم أحجز مسبقًا، إذ بالسيدة تهمس لى بابتسامة عريضة: «أهلا وسهلاً بك. كل ما عليك فعله هو الاصطفاف هنا وسيتم فتح الباب بعد سبع دقائق».

الطابور منظره يفرح. لا مجال للفهلوة أو فرصة للبلطجة أو مدام عنايات تخترق الصف لأن عيالها السبعة فى البيت وحدهم وعليها أن تدخل أولاً، أو الأستاذ فتحى يقتحم باب الدخول رافعًا شعار «وإيه المشكلة يعنى؟» بعد سبع دقائق، ينفتح الباب. دخل الجميع دون تدافع. مرت عشر دقائق قبل بدء الندوة، حيث الحديث بين الحاضرين والحاضرات عن الكتب التى قرأوها فى المكتبة، والأنشطة المنخرطين فيها والخاصة بالمكتبة، حيث جولة توثيقية يوم الأحد لتصوير وتدوين المعلومات حول الطيور الموجودة فى المتنزه المجاور للمكتبة، ولقاء يوم الجمعة لبحث سبل إثراء مكتبات المدارس الابتدائية فى المدينة بكتب إضافية عبر تبرعات أهل المدينة ومخاطبات للشركات ورجال الأعمال الذين ينتفعون ماديًا من أعمالهم فى فايبتفيل للمشاركة المجتمعية، وهلم جراً.

ثم تبدأ الندوة. الميسرة صحفية فى جريدة المدينة المحلية. تتحدث المؤلفتان عن الكتاب، وظروف تأليفه، والصعوبات التى واجهتهما... إلخ. الجميع منصت. لا صوت هاتف محمول يرن مزعجًا الجميع، أو حضور متأخر يفتح الباب ويغلقه بعد الوقت المحدد. يسمونه احترام المكان والمناسبة والآخرين. يتم فتح الباب لأسئلة الحضور. كلمة شكر قصيرة جدًا، ثم تعليق أو سؤال مقتضب دون ادعاء معرفة غير موجودة أو لف ودوران للإمساك بالميكروفون أطول وقت ممكن.

تنتهى الندوة. يترك الجميع القاعة بهدوء دون تدافع أو صخب. ينطلق كل فى طريق. وتبقى المكتبة العامة شاهدة على رفعة الأمم أو تراجعها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكتبة العامة المكتبة العامة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon