توقيت القاهرة المحلي 07:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب هناك والمرتزقة هنا

  مصر اليوم -

الحرب هناك والمرتزقة هنا

بقلم - أمينة خيري

فرق شاسع بين القوات متعددة الجنسيات والمرتزقة متعددى الجنسيات. الأولى تكون تحت ولاية الأمم المتحدة، والغرض منها إنفاذ السلام وحفظه، ولها إطار قانونى وقواعد صارمة ومواقعها معروفة ولا تعمل منفردة بحسب الهوى أو الميل أو الأيديولوجيا أو بحسب «من يدفع أكثر». وأكثر ما يُقلق فى مسألة «المرتزقة»، وفى أقوال أخرى «المتطوعين الأجانب»، الذين يخوضون مضمار حرب أو صراع دون ضابط أو رابط أو قاعدة بيانات أو انتماء وطنى، هو مصيرهم بعد انتهاء الصراع. عادة لا يتوقف هؤلاء عن القيام بالمهام التى تم استئجارهم من أجلها بعد انتهاء الصراع. يصبح القتال مهنتهم والقتل غايتهم والتخريب والتدمير والتشريد أسمى أمانيهم. لم نسمع من قبل عن «مرتزق» عاد إلى عمله فى مصنع أو مكتب أو مستشفى أو محل بعد انتهاء فترة الانتفاع به.
وحين دعا الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى قبل أسابيع «محبى أوكرانيا» من غير الأوكرانيين للانضمام إلى صفوف جيشه لمقاومة الروس بدت الدعوة استغاثة ولجوءًا وتعلقًا بقشاية تحت وطأة الغزو العظيم، لكنها فى حقيقة الأمر دعوة لا تحمل إلا المزيد من الخراب واتساع رقعة الشر فى العالم، لاسيما المناطق بالغة الحساسية والقابلة للكسر على ظهر الكوكب. وقد تبع ذلك تحرك روسى للعمل بالمثل، وقرأنا التصريحات الروسية الرسمية، وطالعنا التقارير الخبرية وجميعها يتحدث عن جهود روسية أيضًا لاستقدام مقاتلين غير روس للقتال باسم روسيا. الكرملين أعلن السماح لمن يرغب من المقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال معهم فى أوكرانيا. وبحسب المصادر الرسمية الروسية نفسها، فإن معظم الراغبين وطالبى القتال مع روسيا فى أوكرانيا مواطنون من دول الشرق الأوسط، وعلى وجه الدقة سوريون! وكأن منطقتنا بالغة الحساسية المفعمة بكم من الصراعات والاقتتالات التى لا تلبث أن يهدأ أحدها حتى يستعر آخر مع توافر عناصر الاشتعال السريع، حيث «أفيون» الانتماء الدينى والجهاد فى سبيل الله بقتل العباد وتخريب البلاد بأسلحة صنعها «الكفار». التنابز بالمرتزقة والاقتتال بهم والاعتماد عليهم فى الحرب الروسية- الأوكرانية سيُلقى بظلال ثقيلة على العالم أجمع، لاسيما عالمنا العربى «اللى مش ناقص». طرفا الحرب فى أوكرانيا وألتراس الواقفين فى صف هذا وذاك أيقنوا أهمية صبغ القتال بالصبغة القاتلة والجاذبة فى الوقت نفسه. وأنا كـ«مرتزق» قادم من منطقة الشرق الأوسط المتأرجحة بين مشكلات اقتصادية طاحنة وصراعات متلونة بألوان المعتقد والملة سأشعر بقدر أكبر من القيمة حين أحمل السلاح مصحوبًا بفتوى تبارك عمليات القتل والتخريب التى سأقوم بها، سواء على هذا الجانب أو ذاك. مفتى أوكرانيا نزع العمامة وسيحارب الروس باسم الإسلام. ورجال دين مسلمون فى روسيا يصلون من أجل بوتين ومهمته فى أوكرانيا. ومفتى الشيشان أكد أن القتال مع الروس جهاد فى سبيل الله. فهل الخطر الدامغ الذى يلوح فى الأفق واضح؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب هناك والمرتزقة هنا الحرب هناك والمرتزقة هنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon