توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكرًا «إيفرجيفن»

  مصر اليوم -

شكرًا «إيفرجيفن»

بقلم : أمينة خيري

لكل أزمة وجه مضىء. وفى كل معضلة تبدو كاملة التعقيد يبزغ شعاع نور. يصعب الحديث عن فرصة أو نور أو خير فى شأن جنوح سفينة الحاويات العملاقة «إيفرجيفن». لكن الصعوبة لا تعنى التعامى عن رؤية الصورة الكاملة، وما وراء الصورة، وما أمامها. مشكلة ضخمة تسببت فى تعطل حركة نقل بضائع عالمية تقدر بنحو 9.6 مليار دولار يومياً. حركة المرور اليومية المتجهة غرباً فى قناة السويس تقدر بنحو 5.1 مليار دولار، فى حين تقدر الحركة المتجهة شرقاً بنحو 4.5 مليار دولار يومياً. خبر جنوح السفينة وتعطلها وتعطل حركة الملاحة فى قناة السويس «الحبيبة» ملء السمع والأبصار والأخبار. المنصات الإعلامية الغربية والشرقية وما بينهما اتخذته وتطوراته الحدث الرئيسى. وهذا لو تعلمون عظيم ومنير وكاشف.

فى السنوات القليلة الماضية، اتخذت منصات إعلامية مهمة ذائعة الصيت فى الشرق والغرب من قناة السويس وفرعها الجديد المرتبط أداة للانتقاد السياسى والاقتناص الاقتصادى والهمز الإعلامى. عناوين عديدة ظلت تدور فى فلك تضاؤل أهمية قناة السويس واقتصار دورها على النوستالجيا التاريخية. تحليلات تواترت حول أهمية الطرق البديلة والمنافسة للقناة «التى باتت ذكرى وأطلال». لكن ماذا حدث مع أزمة «إيفرجيفن»؟ اهتمام وهلع غير مسبوقين يخبرانا أنه فى «وقت الجد» يكشف هؤلاء عن أن القناة مازالت تحتفظ بدورها الحيوى الطاغى وأهميتها الملاحية والاقتصادية القصوى، بل ويزيد. ارتفاع أسعار النفط فى بورصة نيويورك بعد دقائق من الجنوح، والقلق العالمى البالغ من تأخر إمدادات وأغذية وحديث عن نفاد مخزون وغيرها جميعها أفاد مصر والمصريين فائدة لا تقدر بمال. سنوات الهبد التى تركزت حول اضمحلال القناة، وجهود الرزع التى استهدفت ملايين المصريين لا سيما الشباب ممن باتوا يعتبرون القناة «ترعة» لا قيمة لها انهارت وكشفت كذبها بفضل «إيفرجيفن».

ولو كنا قد كتبنا سيناريو مسبقاً لتوضيح أهمية القناة التى نالوا منها، لما تم بهذا الإبداع الذى نفذته المنصات نفسها التى اجتهدت للنيل من قناة السويس. قناة السويس لم تنصب نفسها على قمة مسارات العالم الملاحية غصباً أو دون سند. لكنها على القمة لأنها كذلك. وهذا لا يعنى أن القناة فوق المنافسة. لكن يعنى أن القناة حتى اللحظة محتفظة بمكانتها. آخر ما يمكن قوله فى هذا الصدد هو أن ما جرى فى قناة السويس أعاد التأكيد على هذا السلاح الآخر المتمتع بصفة ثنائية الحد. إنه منصات التواصل الاجتماعى التى تحوى كل غث وسمين. بات معروفا أن الملايين من القابعين أمام شاشاتهم يصبحون خبراء ومحللين لكل حدث كبير أو صغير عن علم أو دونه. وبات معلوما أيضاً أن سلاح السخرية يتم استخدامه أحياناً بشكل يكشف عن انتماءات وأولويات يسميها البعض سطحية أو شح وطنية وربما ارتباكا فى ترتيب الأولويات. شكراً «إيفرجيفن» ولكن يبقى لحديث تناول الأزمة بقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكرًا «إيفرجيفن» شكرًا «إيفرجيفن»



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon