توقيت القاهرة المحلي 09:57:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاب الهوية

  مصر اليوم -

نقاب الهوية

بقلم : أمينة خيري

على باب «مدينتى» على طريق السويس، وقف أفراد الأمن وعلامات الارتباك على وجوههم. مهمتهم متمثلة فى التحقق من أن السيارات والدراجات النارية المجتازة البوابات ليس فيها ما أو من قد يثير القلق. الارتباك المشوب بالحرج سببه فتاة منتقبة تقود دراجة نارية. ورغم الأعداد الكبيرة للمنتقبات اللاتى يسكنّ أو يزرن «مدينتى»- شأنها شأن بقية أنحاء مصر الحديثة- إلا أن الموقف أربكهم. فقد قبل العرف «الأمنى» أن تقود المنتقبة سيارتها.

القاعدة العريضة من المجتمع باتت تنظر للأنثى المنتقبة باعتبارها مسلمة عظيمة بإيمانها قريبة من ربها، ومن ثم فهى فوق مستوى الشبهات. وكم من مرة أنظر فيها بعجب إلى كمين أمنى على طريق السويس يستوقف بعض السيارات للتحقق من هوية راكبيها، بينما تمر المنتقبة التى تقود سيارة مرور الآمنين السالمين، وكأنها ليست مثارًا للتشكيك.

وعلى سيرة التشكيك والتفتيش، فإن الفتاة المنتقبة قائدة الدراجة النارية طُلب منها إبراز بطاقة هويتها، وهنا مربط الفرس، فقد اطلع رجل الأمن المرتبك المتحرج على بطاقتها التى تفيد بأنها من سكان المدينة، وتركها تجتاز البوابات. هزل الموقف وكوميدياه السوداء لا يكمن فقط فى سؤال ساذج حول كيف عرف رجل الأمن أن البطاقة تخص الفتاة، لكنه يكمن فى أن هذا الإجراء ليس الأول من نوعه. وكنت شاهدة على موقفين متطابقين، أحدهما فى بنك شهير، حيث دخلت سيدة منتقبة تنهى معاملة، فطلب منها الموظف بطاقتها ونظر إليها سريعا، ثم صورها وردها لها شاكرًا وأنهى المعاملة. والموقف الثانى فى باص تابع لنادٍ معروف أيضًا لا يسمح بركوبه إلا الأعضاء حيث أبرزت سيدة منتقبة بطاقة العضوية لفرد الأمن الذى قنع بذلك. قناعة القاعدة العريضة من المصريين المتأرجحة بين سلفية الهوى الواضح وضوح الشمس فى تفاصيل حياتية عدة ومفهوم الحقوق والحرية الشخصية.

وبعيدًا عن الغزوات الخيالية والسفسطات الافتراضية، وبعيدًا كذلك عن موقفى ممن ترى فى وجهها ووجودها فى وسط المجتمع عورة يجب إخفاؤها، أتساءل: كيف لدولة تحارب الإرهاب أن تتسامح وتتصالح وتتضامن وتسكت وتبارك تواجد أشخاص بيننا مجهولى الملامح؟ وكيف لدولة تجد نفسها ضمن الأعلى فى حوادث الطرق تسمح لمن يغطى وجهه أن يقود سيارة ما يستحيل معه التعرف على ملامحه فى حال دهس أحدهم أو ارتكب مخالفة قانونية؟.. ولن أخوض فى الكم الكبير من الممرضات والمعلمات والموظفات المنتقبات فى مؤسساتنا، لكن أقول إن الرد الوحيد المتاح أمامى أجده فى الأستاذ ياسر برهامى العائد إلى الخطابة وخطبه الشهيرة حول النقاب وكيف أنه شعيرة إسلامية وضرورة إنسانية وقاعدة دينية لا يجب التخلى عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاب الهوية نقاب الهوية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon