توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاب الهوية

  مصر اليوم -

نقاب الهوية

بقلم : أمينة خيري

على باب «مدينتى» على طريق السويس، وقف أفراد الأمن وعلامات الارتباك على وجوههم. مهمتهم متمثلة فى التحقق من أن السيارات والدراجات النارية المجتازة البوابات ليس فيها ما أو من قد يثير القلق. الارتباك المشوب بالحرج سببه فتاة منتقبة تقود دراجة نارية. ورغم الأعداد الكبيرة للمنتقبات اللاتى يسكنّ أو يزرن «مدينتى»- شأنها شأن بقية أنحاء مصر الحديثة- إلا أن الموقف أربكهم. فقد قبل العرف «الأمنى» أن تقود المنتقبة سيارتها.

القاعدة العريضة من المجتمع باتت تنظر للأنثى المنتقبة باعتبارها مسلمة عظيمة بإيمانها قريبة من ربها، ومن ثم فهى فوق مستوى الشبهات. وكم من مرة أنظر فيها بعجب إلى كمين أمنى على طريق السويس يستوقف بعض السيارات للتحقق من هوية راكبيها، بينما تمر المنتقبة التى تقود سيارة مرور الآمنين السالمين، وكأنها ليست مثارًا للتشكيك.

وعلى سيرة التشكيك والتفتيش، فإن الفتاة المنتقبة قائدة الدراجة النارية طُلب منها إبراز بطاقة هويتها، وهنا مربط الفرس، فقد اطلع رجل الأمن المرتبك المتحرج على بطاقتها التى تفيد بأنها من سكان المدينة، وتركها تجتاز البوابات. هزل الموقف وكوميدياه السوداء لا يكمن فقط فى سؤال ساذج حول كيف عرف رجل الأمن أن البطاقة تخص الفتاة، لكنه يكمن فى أن هذا الإجراء ليس الأول من نوعه. وكنت شاهدة على موقفين متطابقين، أحدهما فى بنك شهير، حيث دخلت سيدة منتقبة تنهى معاملة، فطلب منها الموظف بطاقتها ونظر إليها سريعا، ثم صورها وردها لها شاكرًا وأنهى المعاملة. والموقف الثانى فى باص تابع لنادٍ معروف أيضًا لا يسمح بركوبه إلا الأعضاء حيث أبرزت سيدة منتقبة بطاقة العضوية لفرد الأمن الذى قنع بذلك. قناعة القاعدة العريضة من المصريين المتأرجحة بين سلفية الهوى الواضح وضوح الشمس فى تفاصيل حياتية عدة ومفهوم الحقوق والحرية الشخصية.

وبعيدًا عن الغزوات الخيالية والسفسطات الافتراضية، وبعيدًا كذلك عن موقفى ممن ترى فى وجهها ووجودها فى وسط المجتمع عورة يجب إخفاؤها، أتساءل: كيف لدولة تحارب الإرهاب أن تتسامح وتتصالح وتتضامن وتسكت وتبارك تواجد أشخاص بيننا مجهولى الملامح؟ وكيف لدولة تجد نفسها ضمن الأعلى فى حوادث الطرق تسمح لمن يغطى وجهه أن يقود سيارة ما يستحيل معه التعرف على ملامحه فى حال دهس أحدهم أو ارتكب مخالفة قانونية؟.. ولن أخوض فى الكم الكبير من الممرضات والمعلمات والموظفات المنتقبات فى مؤسساتنا، لكن أقول إن الرد الوحيد المتاح أمامى أجده فى الأستاذ ياسر برهامى العائد إلى الخطابة وخطبه الشهيرة حول النقاب وكيف أنه شعيرة إسلامية وضرورة إنسانية وقاعدة دينية لا يجب التخلى عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاب الهوية نقاب الهوية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon