توقيت القاهرة المحلي 18:45:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

بقلم : أمينة خيري

اقترب رمضان وكل عام وجميعنا بخير. ومع اقتراب الشهر الفضيل تتكاثر جيوش المتسولين المفتئتين على «روحانيات» رمضان الجميلة. على باب كل محل حلويات ومدخل كل سوبر ماركت، عند كل مطب صناعى وعلى مشارف كل «يوتيرن»، وحول كل منطقة ترفيهية وفى داخل كل بقعة تجارية تأتى هذه الجيوش الجرارة المدربة درامياً لممارسة أشكال الابتزاز الإيمانى على جموع المؤمنين. الأستاذ الخارج لتوه من محل حلويات لن يفكر مرتين قبل أن يدس يده فى جيبه ليخرج بضع جنيهات للمرابطين من المتسولين، إن لم يكن لأن شهر رمضان يحب الخير والتصدق، فلأنه لا يريد أن يصاب ومن يأكل معه بتلبك معوى. ونظرات الجيوش الجرارة فيها من المسكنة والشحتفة بقدر ما فيها من التهديد والوعيد. وبقدر ما فيها «هنيالك يا فاعل الخير» بقدر ما فيها «إلهى ما توعى تأكلها يابعيد». هذا العام، بدأت الاستعدادات مبكراً.

الجيوش منظمة تنظيماً عظيماً. نساء يغطين وجوههن بنقاب، ومعهن عشرات العيال وأحياناً يكون الفارق الزمنى بين العيل والآخر أقل من تسعة أشهر. وعلى بعد أمتار، الرجال بالمقشة الشهيرة والملابس الزرقاء أو البرتقالية المعروفة، ومنهم من لجأ إلى ملابس تشبه عمال تركيب الغاز لأنها الوحيدة المتاحة. صناعة دغدغة المشاعر كاملة متكاملة، فإن كان قلبك لا يرق للمرأة المؤمنة التى ترتدى النقاب رغم فقرها المدقع، فسيرق لعشرات العيال المتناثرين هنا وهناك، وإن لم يرق لهذه أو هؤلاء، فسيلين حتماً لهذا الرجل مفتول العضلات الذى جار عليه الزمان وأصبح كناساً يكنس زبالة حضرتك.

وفى حال ظللت على عنادك وصلفك، وتشبثت بفكرتك «القاسية» عن حتمية العمل الفعلى وليس تراجيديا الصعبنة ومصمصة الشفافيف، فلدينا طلبك. ها هو الشاب مفتول العضلات عريض المنكبين يجول الشوارع لساعات طويلة حاملاً آلة سن السكاكين العتيقة التى قلما يلجأ إليها أحد لسن السكين. وبالطبع معه عدة النصب كاملة، طفل صغير مدرب على التعبيرات التراجيدية، فإن ضيقت عليه الخناق بالحديث عن العمل، نظر إليك نظرة المظلوم المسحوق مشيراً إلى الهودج الذى يحمله.

وإن لمته على اصطحابه الصغير فى رحلة الوهم والخيال التى يقوم بها، نظر إلى السماء وأخبرك بكيف ماتت أمه وحٌرقت خالته ودُهِست عمته ووقع البيت على رؤوس جده وجدته وابن خالته وزوجة ابن عمته. وجدير بالذكر أن أى ما تتفوه به من عبارات تأنيب على استستهال مد اليد وجريمة تدريب الصغار على قيمة دهس الكرامة وقتل عزة النفس، فإن الدعاء عليك وعلى من أنجبوك يا صاحب القلب الحجر الذى لا تشعر بالغلابة المسحوقين هو مصيرك المحتوم.

المحتاج لا ينزل من بيته ومعه موبايله ويجلس على الرصيف ماداً يده. وأكاد أجزم بأن الغالبية المطلقة من هذه الجيوش الجرارة لو عُرضت عليها فرصة تدريب على حرفة لتكسب قوتها بيدها، لرفضت لأن رمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتسولون والابتزاز الإيماني المتسولون والابتزاز الإيماني



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon