توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

بقلم : أمينة خيري

اقترب رمضان وكل عام وجميعنا بخير. ومع اقتراب الشهر الفضيل تتكاثر جيوش المتسولين المفتئتين على «روحانيات» رمضان الجميلة. على باب كل محل حلويات ومدخل كل سوبر ماركت، عند كل مطب صناعى وعلى مشارف كل «يوتيرن»، وحول كل منطقة ترفيهية وفى داخل كل بقعة تجارية تأتى هذه الجيوش الجرارة المدربة درامياً لممارسة أشكال الابتزاز الإيمانى على جموع المؤمنين. الأستاذ الخارج لتوه من محل حلويات لن يفكر مرتين قبل أن يدس يده فى جيبه ليخرج بضع جنيهات للمرابطين من المتسولين، إن لم يكن لأن شهر رمضان يحب الخير والتصدق، فلأنه لا يريد أن يصاب ومن يأكل معه بتلبك معوى. ونظرات الجيوش الجرارة فيها من المسكنة والشحتفة بقدر ما فيها من التهديد والوعيد. وبقدر ما فيها «هنيالك يا فاعل الخير» بقدر ما فيها «إلهى ما توعى تأكلها يابعيد». هذا العام، بدأت الاستعدادات مبكراً.

الجيوش منظمة تنظيماً عظيماً. نساء يغطين وجوههن بنقاب، ومعهن عشرات العيال وأحياناً يكون الفارق الزمنى بين العيل والآخر أقل من تسعة أشهر. وعلى بعد أمتار، الرجال بالمقشة الشهيرة والملابس الزرقاء أو البرتقالية المعروفة، ومنهم من لجأ إلى ملابس تشبه عمال تركيب الغاز لأنها الوحيدة المتاحة. صناعة دغدغة المشاعر كاملة متكاملة، فإن كان قلبك لا يرق للمرأة المؤمنة التى ترتدى النقاب رغم فقرها المدقع، فسيرق لعشرات العيال المتناثرين هنا وهناك، وإن لم يرق لهذه أو هؤلاء، فسيلين حتماً لهذا الرجل مفتول العضلات الذى جار عليه الزمان وأصبح كناساً يكنس زبالة حضرتك.

وفى حال ظللت على عنادك وصلفك، وتشبثت بفكرتك «القاسية» عن حتمية العمل الفعلى وليس تراجيديا الصعبنة ومصمصة الشفافيف، فلدينا طلبك. ها هو الشاب مفتول العضلات عريض المنكبين يجول الشوارع لساعات طويلة حاملاً آلة سن السكاكين العتيقة التى قلما يلجأ إليها أحد لسن السكين. وبالطبع معه عدة النصب كاملة، طفل صغير مدرب على التعبيرات التراجيدية، فإن ضيقت عليه الخناق بالحديث عن العمل، نظر إليك نظرة المظلوم المسحوق مشيراً إلى الهودج الذى يحمله.

وإن لمته على اصطحابه الصغير فى رحلة الوهم والخيال التى يقوم بها، نظر إلى السماء وأخبرك بكيف ماتت أمه وحٌرقت خالته ودُهِست عمته ووقع البيت على رؤوس جده وجدته وابن خالته وزوجة ابن عمته. وجدير بالذكر أن أى ما تتفوه به من عبارات تأنيب على استستهال مد اليد وجريمة تدريب الصغار على قيمة دهس الكرامة وقتل عزة النفس، فإن الدعاء عليك وعلى من أنجبوك يا صاحب القلب الحجر الذى لا تشعر بالغلابة المسحوقين هو مصيرك المحتوم.

المحتاج لا ينزل من بيته ومعه موبايله ويجلس على الرصيف ماداً يده. وأكاد أجزم بأن الغالبية المطلقة من هذه الجيوش الجرارة لو عُرضت عليها فرصة تدريب على حرفة لتكسب قوتها بيدها، لرفضت لأن رمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتسولون والابتزاز الإيماني المتسولون والابتزاز الإيماني



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon