توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

  مصر اليوم -

المتسولون والابتزاز الإيماني

بقلم : أمينة خيري

اقترب رمضان وكل عام وجميعنا بخير. ومع اقتراب الشهر الفضيل تتكاثر جيوش المتسولين المفتئتين على «روحانيات» رمضان الجميلة. على باب كل محل حلويات ومدخل كل سوبر ماركت، عند كل مطب صناعى وعلى مشارف كل «يوتيرن»، وحول كل منطقة ترفيهية وفى داخل كل بقعة تجارية تأتى هذه الجيوش الجرارة المدربة درامياً لممارسة أشكال الابتزاز الإيمانى على جموع المؤمنين. الأستاذ الخارج لتوه من محل حلويات لن يفكر مرتين قبل أن يدس يده فى جيبه ليخرج بضع جنيهات للمرابطين من المتسولين، إن لم يكن لأن شهر رمضان يحب الخير والتصدق، فلأنه لا يريد أن يصاب ومن يأكل معه بتلبك معوى. ونظرات الجيوش الجرارة فيها من المسكنة والشحتفة بقدر ما فيها من التهديد والوعيد. وبقدر ما فيها «هنيالك يا فاعل الخير» بقدر ما فيها «إلهى ما توعى تأكلها يابعيد». هذا العام، بدأت الاستعدادات مبكراً.

الجيوش منظمة تنظيماً عظيماً. نساء يغطين وجوههن بنقاب، ومعهن عشرات العيال وأحياناً يكون الفارق الزمنى بين العيل والآخر أقل من تسعة أشهر. وعلى بعد أمتار، الرجال بالمقشة الشهيرة والملابس الزرقاء أو البرتقالية المعروفة، ومنهم من لجأ إلى ملابس تشبه عمال تركيب الغاز لأنها الوحيدة المتاحة. صناعة دغدغة المشاعر كاملة متكاملة، فإن كان قلبك لا يرق للمرأة المؤمنة التى ترتدى النقاب رغم فقرها المدقع، فسيرق لعشرات العيال المتناثرين هنا وهناك، وإن لم يرق لهذه أو هؤلاء، فسيلين حتماً لهذا الرجل مفتول العضلات الذى جار عليه الزمان وأصبح كناساً يكنس زبالة حضرتك.

وفى حال ظللت على عنادك وصلفك، وتشبثت بفكرتك «القاسية» عن حتمية العمل الفعلى وليس تراجيديا الصعبنة ومصمصة الشفافيف، فلدينا طلبك. ها هو الشاب مفتول العضلات عريض المنكبين يجول الشوارع لساعات طويلة حاملاً آلة سن السكاكين العتيقة التى قلما يلجأ إليها أحد لسن السكين. وبالطبع معه عدة النصب كاملة، طفل صغير مدرب على التعبيرات التراجيدية، فإن ضيقت عليه الخناق بالحديث عن العمل، نظر إليك نظرة المظلوم المسحوق مشيراً إلى الهودج الذى يحمله.

وإن لمته على اصطحابه الصغير فى رحلة الوهم والخيال التى يقوم بها، نظر إلى السماء وأخبرك بكيف ماتت أمه وحٌرقت خالته ودُهِست عمته ووقع البيت على رؤوس جده وجدته وابن خالته وزوجة ابن عمته. وجدير بالذكر أن أى ما تتفوه به من عبارات تأنيب على استستهال مد اليد وجريمة تدريب الصغار على قيمة دهس الكرامة وقتل عزة النفس، فإن الدعاء عليك وعلى من أنجبوك يا صاحب القلب الحجر الذى لا تشعر بالغلابة المسحوقين هو مصيرك المحتوم.

المحتاج لا ينزل من بيته ومعه موبايله ويجلس على الرصيف ماداً يده. وأكاد أجزم بأن الغالبية المطلقة من هذه الجيوش الجرارة لو عُرضت عليها فرصة تدريب على حرفة لتكسب قوتها بيدها، لرفضت لأن رمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتسولون والابتزاز الإيماني المتسولون والابتزاز الإيماني



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon