توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي إعلام نريد؟

  مصر اليوم -

أي إعلام نريد

بقلم : أمينة خيري

كل المطلوب تحديد الهدف. هل المراد إخبار وإعلام وتوعية مع بعض التوجيه؟ أم المرجو توجيه وتحفيز مع بعض الإخبار وقليل من التوعية؟ أم لا هذا ولا ذاك، فقط ملء فراغات والتظاهر بأن لدينا ما يناسبنا فى ضوء المرحلة على أن تخضع الساحة لـ«نيو لوك» تارة ونستعيد الـ«أولد لوك» تارة أخرى.

وفى كل يوم يتضح أن المشهد الإعلامى فى مشارق الأرض ومغاربها آخذ فى التحول والتغير. وهو ليس تحولاً إرادياً حيث القائمين على الأمر يطورون ويحدثون، ولا هو تغير مخطط ليفيد الشعوب ويرفع من شأنها.

فقد استيقظ العالم ذات صباح ليجد أن الشبكة العنكبوتية بأذرعها التى لا تعد أو تحصى، من منصات تفاعلية وقدرات خزعبلية على نقل الخبر بينما يحدث وبث الكارثة بينما تقع وتحويل معلقات الصحف إلى بضع كلمات تفى بالغرض ومقاطع مصورة خير من ألف كلمة. وتزامنت هذه التحولات الكبرى بانقلابات عظمى جرت ومازالت تجرى على ظهر الكوكب. تواؤمات سياسية تجمع الأضداد، وصراعات دموية تحصد الأرواح، ومنافسات اقتصادية وأخرى تجارية تعيد رسم خارطة العالم الأول وصياغة توازنات القوى والظل.

التغيرات الكبرى الحادثة، سواء على صعيد التقنيات وتقزم الأدوار التقليدية للصحف والمجلات وأيضًا محطات التليفزيون والإذاعة، ودخول ملايين المتلقين على خط الإنتاج الإعلامى والخبرى باعتبارهم مواطنين صحفيين قلبت موازين الإعلام، ومكنت الجميع من الساحة الإعلامية التى ظلت مهنة يحتكرها الصحفى حتى الأمس القريب. ومع هذا التمكين الذى سحب البساط من تحت الإعلام التقليدى لصالح المواطن الصحفى، تشهد غالبية دول العالم عمليات تغيير من شأنها أن تعيد رسم معالم الكوكب.

صحيح أن حجم التغيير مفزع، وآثار ما بعد التغيير تلقى بظلال وخيمة بالفعل على مناطق عدة فى العالم، ومنطقتنا «المحظوظة» على رأس القائمة، وصحيح أيضًا أن جانبًا من هذه الآثار غير قابل للإيقاف أو المواجهة لأنه بكل بساطة أقوى من مجرد رغبات دول، إلا أن فى الإمكان تزويد البلدان بقدر من المناعة. وتتمثل هذه المناعة فى إعلام قوى فعال، لا يهين ذكاء المتلقى، أو يسلم مقاليده لأفكار الماضى السحيق، أو يقع فى مصيدة الوطنية فى نسختها القديمة غير المواكبة لمواصفات القرن الـ21. هذا الإعلام قادر على النظر إلى الداخل وتقييم وعى المتلقين، واحترام أدمغتهم واختياراتهم، مع الاستماع لما يقولون وليس ما يقال إنهم يقولونه. وهو أيضًا قادر على تقييم الخارج بنظرة موضوعية لا تغرق تمامًا فى التغريب، ولا تصدق كل محتال مختال.

فى دول بعيدة، نجح الإعلام أن يكون محتالاً حيث يقنع المتلقى بأن ما يقدمه له ليس إلا «كبسولة» تجمع المهنية والمصداقية مع قوة الأداء والتنزه عن الأغراض. هذا الإعلام يختال بسمعته الطيبة، لكنه فى الوقت نفسه يحقق أجندته بشياكة. فأى إعلام نريد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي إعلام نريد أي إعلام نريد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon