توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيش وخبّازه

  مصر اليوم -

العيش وخبّازه

بقلم - أمينة خيري

قد تكون لديك أعظم فكرة، وأفضل إمكانيات، وأنبل نوايا، وأصدق تحركات.. لكنك لا تملك القدرة على إطلاع مَن حولك أو مَن يهمه الأمر على ما تملك. وربما لديك المهارات الأفضل، والمؤهلات الأنسب، والقدرات الأعلى لتشغل وظيفة ما، لكن فى يوم المقابلة الشخصية تعجز عن شرح ما لديك.

وربما أيضًا لديك شقة رائعة تود بيعها، لكنك تلتقط لها صورًا وهى غارقة فى تلال القمامة، وإزاحة تحت طبقات من الأتربة، ويظهر فيها شبشب ابنك وطرف جلباب البواب وحلة فيها بقايا طعام محروق، فلا تجد من يعيرها اهتمامًا، وإن وجدت فهو يخسف بقيمتها الأرض.

فى الوقت نفسه، تفاجأ بأن شقة جارك ذات الموقع الأسوأ، والتصميم الأقبح، والتشطيب الأدنى معروضة للبيع عبر صور وفيديوهات تم التقاطها بعد تزويد أركان الشقة بأقاصيص الزهور والمزروعات، وتلميع المطبخ وكأنه خرج لتوه من مصنع تلميع الأثاث، وإضاءة الغرف بأضواء دافئة حالمة تعطى المتفصح شعورًا بأن هذا هو البيت المراد.

المراد هو أن الفكرة أو العمل أو الإمكانية الأفضل لا تصاحبها بالضرورة القدرة الأذكى على تقديمها وتسويقها وشرحها. وإذا كان اختيارك هو أن تبقى قدراتك وإمكاناتك وأفكارك حبيسة صدرك ونفسك وبيتك، فهذا اختيارك. فى هذه الحالة، لا تتعجب أو تغضب أو تحزن حين تفاجأ بأن جارك باع شقته الأقل بكثير من شقتك قبلك بأشهر وبضعف الثمن الذى بِعت أنتَ به شقتك الجميلة الرائعة الغارقة فى الأتربة والحلة المحروقة!.

ولحسن الحظ أنك طالما على قيد الحياة وترغب فى التغيير والتعديل والتطور، والأهم من ذلك لديك إرادة التغيير، فيمكنك اكتساب مهارة التسويق. كل ما عليك عمله هو أن تدرك أنه حان وقت التطوير والتغيير عبر الاستعانة بالمهارات المناسبة، ثم البحث عن السبل المثلى لاكتساب هذه المهارات، وذلك عبر مبدأ واحد لا ثانى له: «إدى العيش لخبّازه».

لكن لو أعطيت العيش لـ«خباز» لا يرى عيبًا أو حرجًا أو مشكلة فى أن يعرض شقتك للبيع عبر نقل الأتربة من الصالون إلى السفرة، أو نقل الحلة المحروقة من المطبخ إلى الحمام.. ففى هذه الحالة، أنت والخباز الذى اخترته فى حاجة إلى الاستعانة بـ«أسطة الخبازين» الذى يحمل خبرات وشهادات وسابق أعمال تؤكد مما لا يدع مجالًا للشك أنه قادر على القيام بالمهمة.

مهام كثيرة من حولنا يقوم بها أصحاب أنصاف الخبرات والمواهب والمؤهلات. والغريب أن بيننا من يحملون مواهب وخبرات ومؤهلات كاملة تؤهل كلا منهم ليكون خبيرًا فى مجاله.


وأشير هنا إلى مسألة التخصص التى لا نعيرها القدر الكافى من الاهتمام. كونك أفضل مدرس علوم ابتدائى لا يعنى أنك قادر على أن تكون أفضل مدرس علوم ثانوى. قد تتم الاستعانة بك بصفة مؤقتة لحين تعيين مدرس علوم للثانوى، واستمرارك فى التدريس للثانوى لا يعنى أنك بِتَّ مؤهلًا لذلك، بقدر ما يعنى وجود خلل فى إدارة التعيينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيش وخبّازه العيش وخبّازه



GMT 03:43 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

صباح يوم جديد (3)

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon