توقيت القاهرة المحلي 14:58:48 آخر تحديث
الأحد 12 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

العيش وخبّازه

  مصر اليوم -

العيش وخبّازه

بقلم - أمينة خيري

قد تكون لديك أعظم فكرة، وأفضل إمكانيات، وأنبل نوايا، وأصدق تحركات.. لكنك لا تملك القدرة على إطلاع مَن حولك أو مَن يهمه الأمر على ما تملك. وربما لديك المهارات الأفضل، والمؤهلات الأنسب، والقدرات الأعلى لتشغل وظيفة ما، لكن فى يوم المقابلة الشخصية تعجز عن شرح ما لديك.

وربما أيضًا لديك شقة رائعة تود بيعها، لكنك تلتقط لها صورًا وهى غارقة فى تلال القمامة، وإزاحة تحت طبقات من الأتربة، ويظهر فيها شبشب ابنك وطرف جلباب البواب وحلة فيها بقايا طعام محروق، فلا تجد من يعيرها اهتمامًا، وإن وجدت فهو يخسف بقيمتها الأرض.

فى الوقت نفسه، تفاجأ بأن شقة جارك ذات الموقع الأسوأ، والتصميم الأقبح، والتشطيب الأدنى معروضة للبيع عبر صور وفيديوهات تم التقاطها بعد تزويد أركان الشقة بأقاصيص الزهور والمزروعات، وتلميع المطبخ وكأنه خرج لتوه من مصنع تلميع الأثاث، وإضاءة الغرف بأضواء دافئة حالمة تعطى المتفصح شعورًا بأن هذا هو البيت المراد.

المراد هو أن الفكرة أو العمل أو الإمكانية الأفضل لا تصاحبها بالضرورة القدرة الأذكى على تقديمها وتسويقها وشرحها. وإذا كان اختيارك هو أن تبقى قدراتك وإمكاناتك وأفكارك حبيسة صدرك ونفسك وبيتك، فهذا اختيارك. فى هذه الحالة، لا تتعجب أو تغضب أو تحزن حين تفاجأ بأن جارك باع شقته الأقل بكثير من شقتك قبلك بأشهر وبضعف الثمن الذى بِعت أنتَ به شقتك الجميلة الرائعة الغارقة فى الأتربة والحلة المحروقة!.

ولحسن الحظ أنك طالما على قيد الحياة وترغب فى التغيير والتعديل والتطور، والأهم من ذلك لديك إرادة التغيير، فيمكنك اكتساب مهارة التسويق. كل ما عليك عمله هو أن تدرك أنه حان وقت التطوير والتغيير عبر الاستعانة بالمهارات المناسبة، ثم البحث عن السبل المثلى لاكتساب هذه المهارات، وذلك عبر مبدأ واحد لا ثانى له: «إدى العيش لخبّازه».

لكن لو أعطيت العيش لـ«خباز» لا يرى عيبًا أو حرجًا أو مشكلة فى أن يعرض شقتك للبيع عبر نقل الأتربة من الصالون إلى السفرة، أو نقل الحلة المحروقة من المطبخ إلى الحمام.. ففى هذه الحالة، أنت والخباز الذى اخترته فى حاجة إلى الاستعانة بـ«أسطة الخبازين» الذى يحمل خبرات وشهادات وسابق أعمال تؤكد مما لا يدع مجالًا للشك أنه قادر على القيام بالمهمة.

مهام كثيرة من حولنا يقوم بها أصحاب أنصاف الخبرات والمواهب والمؤهلات. والغريب أن بيننا من يحملون مواهب وخبرات ومؤهلات كاملة تؤهل كلا منهم ليكون خبيرًا فى مجاله.


وأشير هنا إلى مسألة التخصص التى لا نعيرها القدر الكافى من الاهتمام. كونك أفضل مدرس علوم ابتدائى لا يعنى أنك قادر على أن تكون أفضل مدرس علوم ثانوى. قد تتم الاستعانة بك بصفة مؤقتة لحين تعيين مدرس علوم للثانوى، واستمرارك فى التدريس للثانوى لا يعنى أنك بِتَّ مؤهلًا لذلك، بقدر ما يعنى وجود خلل فى إدارة التعيينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيش وخبّازه العيش وخبّازه



GMT 03:43 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

صباح يوم جديد (3)

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أحمد سعد يتحدث عن تحقيق حلمه ويشوق جمهوره لألبومه الجديد

GMT 09:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

زاهي حواس يُعلن عن كشف أثري جديد في الأقصر

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 22:45 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لترتيب المنزل بسهولة

GMT 00:00 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الأفكار العملية لتنسيق إطلالات مثالية ليوم عمل طويل

GMT 05:27 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

"عصير الطماطم" يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 01:34 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

معهد الفلك المصري يثير الجدل حول "بدر رمضان"

GMT 01:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

سمية الخشاب تؤكد فقدت "طحالي" بسبب أحمد سعد

GMT 17:53 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

برشلونة يثير أزمة بين زيدان وإدارة ريال مدريد

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مصطفى شعبان يشيد بأسرة مسلسل "أبو جبل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon