توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرآة الواقع العربى

  مصر اليوم -

مرآة الواقع العربى

بقلم : أمينة خيري

قام جانب من الدنيا ولم يقعد بعد منذ الإعلان عن إقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل. هذا الجانب أخرج أسطوانات «العرب باعوا القضية» «لك الله يا فلسطين» «واقدساااه» من الدرج، الذى كادت خيوط العنكبوت تسدها تمامًا وأتربة الصراعات العربية العربية وجرائم الإسلام السياسى تعلنها فعلًا ماضيًا لم يعد له وجود. وجود إسرائيل فى المنطقة «العربية» «المتاخمة لتركيا وإيران» شوكة عمرها «الرسمى» 72 عامًا، لكن العوامل التى أدت إلى التأسيس عمرها أكثر من ذلك. وعلى مدار هذه السنوات الطويلة صال العرب وجالوا فى حروب وصراعات وعمليات مقاومة، ومنها إلى معاهدات سلام أبرمتها مصر (قبل الهنا بسنة)، وتبعتها تيارات ممانعة حينًا ومعاقبة لمَن أبرم المعاهدة أحيانًا. ومن الممانعة والمعاقبة إلى افتتاح مكتب تمثيل تجارى لإسرائيل فى الدوحة فى عام 1996، على الرغم من أن قطر ليست دولة من دول المواجهة، التى قد تضطرها الظروف والضغوط لذلك آنذاك. ولدينا كذلك تاريخ وحاضر منتعشان مزدهران من العلاقات الاقتصادية التجارية التى قلَّما يسلط الضوء عليها، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى إسرائيل فى يونيو الماضى 378.73 مليون دولار أمريكى، مقارنة بـ259.91 مليون دولار فى مايو 2020! أما السياحة الإسرائيلية إلى تركيا فقد ظلت حديث الخبراء والعاملين فى مجال السفر والسياحة باعتبارها من أنجح وأكثر حركات السياحة ازدهارًا.

وظلت تركيا الوجهة السياحية المفضلة للسياح الإسرائيليين على مدار سنوات طويلة، وحتى بعد هجوم «كوفيد- 19»، وعقب إعادة فتح حركة السفر، تشير التقارير إلى أن تركيا مازالت تجذب السياح من إسرائيل. وفى خضم كل هذا «الاعتياد»، ورغم ما يزيد على سبعة عقود لم تتحرك فيها القضية الفلسطينية قيد أنملة لصالح الشعب الفلسطينى، بل حدث العكس، مازال هناك مَن يتمسك بتلابيب الحنجورية، ويعتمد الشماعات البلاستيكية ركيكة الصنع منهجًا وعقيدة. وبين حنجوريى «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، هتاف الإخوان وأبناء عمومهم ممن ضلوا الطريق، ومازالوا، ولا يصوبون حناجرهم وخناجرهم إلا إلى الداخل العربى، وحنجوريى «باعوا القضية»، المُحلِّقين فى سماء الخيال، يتم تناول تحرك الإمارات وإسرائيل باعتباره الكارثة التى ستضيع القدس وتشرد الملايين وتهدم المجد العربى، الذى كان يسير فى طريق إلقاء إسرائيل فى البحر. وبعيدًا عن استمرار كون إسرائيل شوكة فى حلق كل عربى، وستستمر إلى أبد الآبدين، فإن هؤلاء يتعامون عن حقيقة أن مثل هذه العلاقات ليست جديدة، بل راسخة فى الخفاء لدى دول تقدم نفسها للمغيَّبين باعتبارها حامى حمى القضية. الإمارات لا يخفى دورها خلال الفترة الماضية فى العمل على وقف ضم «ما تبقى» من أراضٍ فلسطينية، وهو الضم الذى كان سيُعجِّل من وضع كلمة النهاية أمام «حلم» الدولتين. غاية القول جملتان: «نِهْدَى شوية كده ونبص فى مرآة الواقع»، و«عدم تسليط الأضواء الإعلامية الغربية يوميًا على العلاقات القطرية والتركية الوطيدة جدًا بإسرائيل لا يعنى عدم وجودها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرآة الواقع العربى مرآة الواقع العربى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon