توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترند ضربنى وبكى

  مصر اليوم -

الترند ضربنى وبكى

بقلم - أمينة خيري

أنا خرجت من بيتنا. أنا التقيت أصدقاء وصديقات. أنا صورت نفسى معهم. أنا حمّلت الصور على منصات التواصل الاجتماعى. أنا ذهبت إلى الامتحان. أنا نجحت فى التسلل إلى قاعة الامتحان ومعى هاتفى المحمول. أنا صورت نفسى وأنا أتعاون مع الزملاء فى حل الامتحان. أنا نشرت ما تيسّر من صفحات على السوشيال ميديا. أنا أستعد لفرحى. أنا طلبت من صديقاتى توثيق استعداداتى واحتفالاتى بزواجى، ونشرت الفيديوهات أو تم بثها «لايف» على السوشيال ميديا. أنا فى فرحى. أنا أرقص. أنا أبكى من الفرحة. أنا أحتضن أبى وأمى. أنا أُقبل عريسى. أنا أنشر فرحتى ورقصى وقبلاتى وأحضانى على السوشيال ميديا. أنا فى معركة حامية الوطيس مع زوجى. أنا أُوثق المعركة على هاتفى المحمول. أنا أتهمه بأفظع الاتهامات. هو يرد بسباب وشتائم. أنا مستمرة فى التوثيق. أنا أنشر التوثيق على السوشيال ميديا. أنا توجهت إلى المصيف لأقضى بضعة أيام فى أحضان البحر والرمال والكافيهات.
أنا أصور كل خطوة أخطوها. سباحة، حمام شمس، قهوة، بيرة، رقصة على البحر، إغفاءة على البر، حفلة مسائية، رحلة بحرية، جولة شاطئية، ببساطة شديدة، أنا صورت كل كبيرة وصغيرة. أنا نشرت رحلتى على السوشيال ميديا. أنا فى كَتب كتابى. أنا أوجه كلمة لعريسى أمام أهلى وأصدقائى. أنا أعرف أن أحدهم يصور المناسبة الجميلة. أنا أوجه كلماتى وأعرف أن الكاميرا تصورنى. أنا أعرف أنه تم تحميل الفيديو على السوشيال ميديا. فى كل ما سبق، وفى كل ما سيلحق بما سبق، ومادامت الكاميرا مفتوحة، ومادام البحث عن الترند محمومًا، ومادام أنا أعلم أن أقوالى وأفعالى- حتى لو كنت أعتبرها أعظم أقوالى وأفضل أفعالى- متاحة للمتابعة والمشاهدة وإعادة التغريد، فأنا ليس من حقى أن أغضب أو أتعصب أو أُحسبن على مَن علق على فيديوهاتى وصورى بالسلب أو الإيجاب. ربما لو كنت أجهل معنى السوشيال ميديا أو لم أتعامل معها من قبل أو كذب علىَّ أحدهم وأقنعنى بأن الصور والفيديوهات سيحتفظ بها لنفسه أو يُحملها على «جروب العائلة» مثلًا، فسأخبر نفسى أننى تعلمت درسًا قاسيًا، وأن علىَّ توخى الحذر مستقبلًا. وعلى المحيطين بى- لو كان أمرى يهمهم- أن يخبرونى أن القانون لا يحمى المغفلين من جهة، وأن دنيا النشر والبث على الملأ على السوشيال ميديا مثل شوال البطاطس الذى يُباع جملة «على بعضه»، حيث لا مجال لانتقاء الحبّات الجيدة وترك المعطوبة. وسأخبر نفسى أن علىَّ أن أختار: إما أن أركب الترند وأُحلق فى عالم المشاهدات المليونية والتحوُّل إلى شخصية مؤثرة، (بغض النظر عن ماهية التأثير)، وربما أحقق مكاسب مادية، أو أن أترك الترند لأهله الراغبين فى خوض المضمار حلوه بمره. أمّا أن أرفع راية «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى» فلا مجال له على أثير العنكبوت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترند ضربنى وبكى الترند ضربنى وبكى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon