توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأطباء ورئيس الوزراء

  مصر اليوم -

الأطباء ورئيس الوزراء

بقلم : أمينة خيري

الحكمة تقول إن سد الثغرات وعلاج الجروح الصغيرة أولاً بأول فى الأزمات أولوية. والمنطق يحتم عدم الانجراف فى التهويل أو التهوين فى ظروف تتطلب حداً أدنى من الهدوء والتعقل. ورصيد رئيس الوزراء المصرى، الدكتور مصطفى مدبولى، الهادئ الخلوق، يسمح بأن يأخذ كل منا نفساً عميقاً ويعد من واحد لعشرة قبل أن يطلق العنان للهبد القاتل والرزع السام. وحسناً فعل مجلس الوزراء بأن سارع بتوضيح كلمات الدكتور مدبولى التى أشار فيها إلى أن غياب البعض من الأطباء أدى إلى زيادة معدلات وفيات مرضى كورونا. والمؤكد أن ما قاله المتحدث باسم مجلس الوزراء، المستشار نادر سعد الدين، من أن أطباء مصر أبطال وأنهم وجه منير للقطاع الصحى ويستحقون عن جدارة لقب «جيش مصر الأبيض»، كان له أثر طيب فى تهدئة الاحتقان. والأهم كان التوقيت، إذ لم يٌترَك الأمر أياماً ليزيد التأجيج ويحتدم التهييج. ورغم أن عدم افتراض سوء النية يشير إلى أن ما قاله الدكتور مدبولى كان يقصد به لوماً لقلة من الأطباء ممن قصروا ربما فى أداء مهامهم، إلا أن الأجواء الحالية وطبيعة السوشيال ميديا والخلفية التى لم تهدأ بعد للخلافات والاختلافات بين نقابة الأطباء من جهة ووزارة الصحة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ترسانة من المشكلات الخاصة بالأطباء، بدءاً بأوضاعهم، مروراً بظروف وإمكانات تدريبهم، وانتهاء بالفجوات الكبيرة والعميقة التاريخية بين الواقع والإمكانات المتوافرة وبين المأمول والمرغوب، تجعل من هذه الكلمات فى هذا التوقيت مدخلاً لمزيد من الفرقة.

لقد هبت الغالبية المطلقة من الأطباء- بمن فيها المؤيدون للحكومة- تعبر عن غضبها من كلمات رئيس الوزراء. وأقول «بمن فيهم المؤيدون للدولة- لأنه لا يخفى على أحد أن أزمات عدة يجرى تسييسها أو أن جوانب منها سياسية بالفعل، لا سيما وأن الحابل مختلط بالنابل منذ زمن بعيد. المؤكد أننا لسنا ملائكة. المعلمون والأطباء والنجارون والصحفيون والحدادون والمدراء والسباكون والوزراء وربات البيوت والحاصلون على الماجستير والدكتوراة والعاطلون عن العمل وغيرهم فيهم الصالح وفيهم الطالح، وهذا طبيعى. وتوجيه التحية لفئات بعينها فى أى مجتمع فى ظل ظروف استثنائية مثل الوباء أو الحرب أو ما شابه أمر متوقع ومستحب. وهذه الظروف الاستثنائية تحتم علينا ألا نخلط حابل الدور العظيم الذى تقوم به فئات بعينها بنابل أوجه تقصير لدى البعض. وتحتم علينا كذلك كمجتمع أن نرجح كفة التعقل حتى وإن أفقدنا جزءاً من «الترند» أو أفسد علينا شهوة «اللايك» التى تسعدنا وتبهجنا. وأتوقع أن يشير الدكتور مدبولى بنفسه قريباً إلى دور الأطباء العظيم فى ظل الوضع بالغ الصعوبة الذى تعيشه مصر والعالم. وأتمنى أن نؤجل التنقيب عن الفتن وعدم رفع شعار «لو نسيتوا إللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرى» المتبع، مع وضع تصور زمنى لفتح ملف مشكلات الأطباء دون الإصرار على استغلال فرصة الاحتقان الحالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطباء ورئيس الوزراء الأطباء ورئيس الوزراء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon