بقلم - أمينة خيري
كتبت عن الهبدات النفسية العنيفة والرزعات المزاجية الرهيبة التى أتعرض لها كلما تصفحت الـ«سوشيال ميديا» حيث تهانى وأمانى الميلاد والسبوع والنجاح والخطوبة وحبيبى الغالى وكتكوتى الحلوة، ورحلت الغالية ومات حبيبى و«اللى مركز معايا كفاية بيتى اتحرق وعربيتى ولعت وجوزى طلقنى». وطلبت من السادة القراء مشاركتى تجاربهم النفسية العنكبوتية.
الأستاذ عمرو حسنى يضع حدودا فاصلة بين المتابعة بغرض عدم الانعزال والإغراق. وهو شخصيا بدأ مع السوشيال ميديا متواصلا ومتفاعلا لدرجة كبيرة. لكن بمرور الوقت، قصر اهتمامه على متابعة الآراء المختلفة وأصحاب التوجهات السديدة.
أما الهبد والرزع مثل شيرين وزوجها، وعبدالله رشدى والسيدة العراقية وجدليات رجال الدين وخناقات التوك شو، فتكون من باب المتابعة فقط. وأشار إلى نقطة بالغة الأهمية، ألا وهى أن غالبية مدونى فاسبوك أشخاص لم تتح لهم فرصة النقاش أو إبداء الرأى، لذلك ينطلقون فى الهبد دون حدود.
كذلك يفعل الأستاذ أحمد فرحات الذى نأى بنفسه عن منصات «هبلة ومسكوها طبلة» مكتفيا بالتواصل عبر «واتس آب». الأستاذة كاميليا جورج تتساءل: من يتحمل كل هذا الهبد؟! لكنها تقول أيضا إن السوشيال ميديا وسيلة للتواصل لا سيما مع من هم خارج مصر. وبدلا من هجر المنصات، تنصح بتخصيص أوقات محددة لها مع وضع أولويات لحياتنا غير الهبد اليومى.
ومن الأقصر وكعادته يثرى القارئ العزيز محمد ممدوح عطيطو النقاش بأفكار رائعة. يقول إن «مواقع التواصل فى مصر هى مواقع التقاتل النفسى والذهنى. الإنستجرام معرض لأجساد العارية.
الفيسبوك طاحونة، بداية من مراسلى الصحف والقنوات الذين يعرضون كل ما هو شاذ وغريب لزيادة المتابعين واللايكات، مرورا بمن يخرجون علينا على مدار الساعة بزواجهم وطلاقهم وبكائهم وضحكهم، وأخيرا بصانعى المحتوى وما أكثرهم من حيث الإسفاف والانحطاط والتفاهات والفراغ العقلى». يقول إنه يتضرر نفسيا وذهنيا من كل ما سبق، ولكن الإغلاق ليس الحل وإنما التحكم فيما نتعرض له ونتفاعل معه.
الدكتور عادل أحمد الديب يصف ما يجرى حولنا بـ«أفيون السوشيال ميديا»، الذى وصل الحمام ودور العبادة، وما زرعه من هوس الأنا و«تصور الفسل إنه كلى القدرة»، ناهيك عن حرب الجيران ذات الصبغة الدولية وتدار بالسوشيال ميديا حيث الرئيس المهرج يرتدى ملابس الميدان والرئيس المخضرم يحاول أن يبدو تقدميا وفتوة. وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت الهاتف الداعى الذى تم التطبيع معه باعتباره العادى الجديد.
العادى الجديد هو لايف الأفراح والأكل والشرب والصلاة والعزاء، وكلها أصبحت العادى الجديد. العادى الجديد هو التريند ألفنا وتآلفنا وأصبح العادى الجديد مع ما كان من قبل أمورا شخصية ومنظومة خصوصية، فإذا بنا نستقبله بفخر واعتيادية مذهلة على الهواء مباشرة.
وأقول تبقى الـ«سوشيال ميديا» أدوات يمكن أن تكون أسلحة دمار شامل، أو وسائل دعم وتواصل نستخدمها ولا تستخدمنا.