بقلم : أمينة خيري
ومازلنا مع «متى لحق الضرر بالدين؟» ومن قبلها «الست المصرية»، التى هى الحلقة الأوضح والأضعف فى الشد والجذب بين دعاة الدولة المدنية والممسكين بتلابيب الدولة الدينية. سعدت برسائل مؤيدة وكذلك تعليقات غاضبة ترى فيما كتبت هجومًا على المتدينين، ومنهم مَن قال إن فتح النقاش حول ملابس المرأة المصرية هو دعوة إلى التعرى والفجور. أليس هذا بالضبط ما نتحدث عنه من عمل مُضْنٍ لمدرسة التربية الدينية، (والدين منها برىء)، والتى خرّجت أجيالًا تعتبر طلب خفض صوت الراديو لو كان يذيع قرآنًا كفرًا وزندقة وكراهية للدين؟!.مدرسة «رمى شنطة المدرسة على الأرض، وفيها كتاب الدين» متمكنة منّا متغلغلة فينا. لكن النقاش لا يضر، ولو حاول كل منّا فرض رأيه على الآخر بالغصب أو الترويع أو التلويح ببطاقة «معاداة الدين» سابقة التعليب، والتى تأتى معها بالضرورة «عايزين الستات تمشى عريانة» فرض عين، فسيكون فريق «الدولة المدنية» متشبهًا بالفريق الآخر الغارق فى نسخة تدين السبعينيات، التى تبرأ منها صانعوها أنفسهم. ومنذ كتبت فى مقال عن الست المصرية أنها «فى مأزق حقيقى لأنها الحلقة الأوضح والأضمن فى الشد والجذب بين الدولتين المدنية والإسلامجية»، ثم سردت فى مقالات تالية رصدى لمَن ومتى تضرر الدين، والرسائل تتواتر بين مؤيد ومعارض، ولكليهما كل التقدير والاحترام مادام النقاش يخلو من الطبنجات والسكاكين. وفيما يلى مقتطفات من رسائل تصلح أن تكون نطقة انطلاق لنقاش متحضر. القارئ العزيز، أستاذ عادل زايد، يقول إن المقالات فيها «هجوم حاد على رجال الدين فى السبعينيات والحجاب»، وأشار إلى أن بعضهم ممن أصبحوا أولياء ولهم أضرحة يتمسح فيها البسطاء.
وقال إن «بسطاء العقل» فيها إهانة للشعب، متسائلًا: «أليس هؤلاء بسطاء العقل هم مَن خرّجوا 30 مليون مصرى ضد الإخوان فى 30 يونيو عندما علموا أن الهوية المصرية سوف تضيع منهم، أليس مَن قال ذلك هو الإعلام المصرى عن هؤلاء البسطاء فى العقل؟!»، وأشار القارئ العزيز إلى أن كل مَن انتقدوا «الشيخ»، الذى صار وليًّا وله ضريح، غير معروفين، إنما الجميع يعرف الشيخ ويحبه!، ثم تساءل: «لماذا لا تكتبين عن الفتيات اللاتى يرتدين البنطلونات المخرومة من الأمام والخلف، واللاتى يُظهرن أجزاء فاضحة من أجسادهن بملابس شبه عارية، و(بادى) ضيق يبرز مفاتنهن، ولكن نجد الهجوم على الحجاب والوقار والاحتشام والاحترام؟!». فى المقابل، يقول القارئ العزيز، محمد عطيتو: «أمثلة الضرر الذى لحق بالدين كثيرة، ومنها تصدير مشايخ بأعينهم للعامة تنقصهم الثقافة ومواكبة العصر. خطبة الجمعة كلام مكرر وقصص عفا عليها الزمان. لا يتكلمون فى واقع حياة الناس. قلّما يشيرون إلى الأخلاق والتربية والانحلال والدجالين والخرافات وعدم الاحترام والسرقة والغش والتحرش وعدم احترام القوانين، مع الإسهاب فى الحديث عن المرأة. ولا يتطرقون إلى إعمال العقل وغيره، ما دفع كثيرين إلى منصات التواصل الاجتماعى المليئة أيضًا بشيوخ (شخص بذقن) ينهلون منه ما ينهلون».