توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نسمة عليلة تمنع عللًا كثيرة

  مصر اليوم -

نسمة عليلة تمنع عللًا كثيرة

بقلم - أمينة خيري

أحب نسمات الهواء العليلة كثيراً. هذه النسمات لها مفعول السحر. وما أحلاها حين تهب من قلب مصر وليس عبر حدودها، إذ يكون لديها القدرة على علاج العليل. ونسمة عليلة تمنع عللاً كثيرة. النسمات تأتى فى صورة أكسجين نتنفسه أو كلمات نقرأها أو محتوى نتابعه على الأثير. وأثيرنا فيه نسمة هواء عليلة. أشم رائحة هواء نقى طال انتظاره. صوت مختلف ولا أقول مخالفاً. يتحدث بما يجول فى خواطر ملايين المصريين، لكن دون جعجعة أو صراخ أو عويل كما جرت عادة الشاشات على مدار سنوات.

وحيث إن الجعجعة راحت عليها، والصراخ والعويل القابعين على طرفى نقيض الإعلام هذه الأيام فقدا عناصر الجذب والإثارة، فإن الحديث الهادئ والنقد العاقل والتفنيد المتأنى دون هبد سياسى مدفوع أو رزع معنوى موجه، فإن النسمة العليلة الحالية أثمن من أن تٌثَمَن. واتباعاً لمبدأ «ما يحسد المال إلا أصحابه» أتحسس طريقى وأبذل مجهوداً لأمنع نفسى من الإشارة للنسمة خوفاً من شر حاسد إذا حسد وحتى لا تزول النعمة التى طال انتظارها. انتظرنا طويلاً ما ستؤول إليه قنوات مثل «مكملين» و«الجزيرة مباشر مصر» و«مصر الآن» و«رابعة» وأبناء عمومها من قنوات الصراخ والعويل والتهييج والخيانة «رسمى نظمى فهمى فخرى» التى كانت تبث على مدار ساعات اليوم الـ24. ظل الصراخ يدوى ويسطع حتى كانت نهايتها بأياديها هى نفسها. لم يفلح معها حجب أو منع أو مقاضاة، بل فلح معها ما يعرف بـApoptosis.

وهو برنامج انتحار ذاتى تقوم به بعض الخلايا الحية. قضت على نفسها بنفسها لفرط قبحها وكذبها ومبالغتها. ويخبرنا العلم أن «الانتحار الذاتى» موجود على كل شكل ولون وعلى أطراف النقيض كلها. حتى أولئك الذين يؤمنون أن الصراخ والتهديد أو المبالغة والترهيب من أدوات ضبط زوايا الوطن فى الأوقات الحرجة، عليهم كذلك أن يذيلوا إيمانهم بمعلومة مؤكدة ألا وهى قصر عمر الافتعال والسير عكس نواميس الكون حيث الاختلاف حياة والتطابق غيبوبة.

الغيبوبة الصناعية التى تم إخضاع المنطق لها إلى زوال. وزوالها اليوم أفضل من غد. وضلوع القائمين على أمر الإعلام فى هذه الإزالة سيكون له مردود إيجابى رائع. وسيكتبه التاريخ والجغرافيا والعلوم الإنسانية بحروف من نور. المصريون باختلاف فئاتهم وانتماءاتهم واحتياجاتهم فى حاجة ماسة إلى نسمة هواء عليلة. وكلما زادت النسمات وتواترت أكثر، كلما كان ذلك ضمانة للوطن وسلامة للمواطنين. والنسمات العليلة لا تهدم حتى وإن حملت محتوى لا يعجبنا مرة أو تضمنت ما من شأنه أن يعكر مزاجنا مرات. آثارها الإيجابية أكبر بكثير مما يمكن أن تتسبب فيه من مضايقات سيثبت الوقت أنها للصالح العام. وبالمناسبة أود أن أقدم تحية كبيرة للأستاذ إبراهيم عيسى الذى يطل علينا بنسمة عليلة تهب من قلب الوطن فى «حديث القاهرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسمة عليلة تمنع عللًا كثيرة نسمة عليلة تمنع عللًا كثيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon