توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

بقلم - أمينة خيري

قليلون هم الحكام والزعماء الذين يحظون بمحبة حقيقية واحترام من القلب لدى شعوب غير شعوبهم. ربما يشيدون بسياساتهم الحاذقة أو قراراتهم الصائبة أو أسلوب قيادتهم لبلادهم. لكن تبقى المشاعر عملة نادرة. رحيل رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أحزن قلوب ملايين المصريين. هذه الملايين ليست فقط التي عملت أو أقامت في الإمارات، لكنهم مصريون عاديون يعرفون ما فعله الشيخ خليفة، رحمه الله، ومن قبله والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما يكنه حكام الإمارات لمصر من محبة. ويكفى أن الشيخ زايد كان قد أوصى أبناءه بمصر بمقولة شهيرة يعرفها المصريون جيدا. «إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم. أوصيت أبنائى أن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة». ونحن في مصر نسمع ما قاله الشيخ زايد، رحمه الله، يتكرر على ألسنة أبنائه وأحفاده، ونشهد ترجمات عملية لهذه الوصية على مر العقود، وفى مختلف الفعاليات والسياسات، والتى لا تقتصر فقط على دعمهم لنا سياسيا واقتصاديا على مدار السنوات القليلة الماضية، وتحديدا منذ أحداث يناير 2011 وما نجم عنها من صعود الإخوان وتمكنهم من مصر على مدار عام أسود.
فالعلاقات بين مصر والإمارات لم تكن يوما حبيسة زيارات رسمية وتصريحات وزارية عن عمق العلاقات ومتانة الأخوة، لكنها تتجلى فيما يكنه الشعبان لبعضهما البعض من مشاعر حقيقية تفهمها القلوب قبل العقول. يعرف المصريون جيدا موقف الإمارات مع مصر أثناء حرب أكتوبر 1973. فالمساندة ليست دعما اقتصاديا وتعضيدا سياسيا فقط، بل هي أولا وأخيرا دعم المواقف لا سيما في الشدائد والأوقات الصعبة. وقتها دعم والده الراحل الشيخ زايد مصر بكل السبل المتاحة، لكن أعظمها وأكثرها أثرا كان إرساله ولى عهده آنذاك وابنه الأكبر الشيخ خليفة ليشارك الجنود المصريين على الجبهة. لم يرسل عتادا أو كتيبة، أرسل ابنه الأكبر وولى عهده. واستمر الشيخ خليفة على نهج والده. وظل داعما لمصر قولا وفعلا. وحين كان يكرر قوله بأن «إذا اتفق البلدان (مصر والإمارات)، فإن الاستقرار سيعم الإقليم بأكمله» لم يكن يكتفى بالقول، بل كان الفعل سابقا وسباقا. واليوم حين تنعى مصر الشيخ خليفة، فإن النعى والعزاء ليسا موجهين من مصر إلى الإمارات. وهذه ليست مبالغة أو مجاملة. لسان حال كل مصرى يعرف التاريخ ويعى الواقع ولديه القدرة على التفرقة بين ما يثار ويقال على سبيل التسويق الإعلامى وبدوافع التوجهات السياسية من جهة، وبين ما تحمله القلوب بناء على أفعال لا أقوال جمعت الشعبين يقول إن المصريين يعزون أنفسهم في رحيل الشيخ خليفة بن زايد. نقل الراحل بلده لآفاق غير مسبوقة، ونفذ وصية والده بحذافيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل خليفة الذى أحب مصر رحل خليفة الذى أحب مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon