توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو؟!

  مصر اليوم -

ماذا لو

بقلم - أمينة خيري

أما وقد جرى ما جرى، وارتفع الدولار وانخفض الجنيه والأسعار إلى زيادة بعدها زيادة، تعقبها زيادة، فماذا نحن فاعلون؟ هل سنمضى الوقت كله فى ابتكار الـ«ميمز» الساخرة وتبادل النكات الضاحكة والتوقع بمستقبل هباب على البلاد والعباد؟ أم نفش غلنا بعض الوقت فى التنكيت والتبكيت، ثم نمضى قدما فى جهود الإنقاذ والإنفاذ؟.. أعلم تماما أن كمية ونوعية الهبد الدائر تاريخيتان. لكن إضافة قليل من الهبد من جانبى لن تضر حتى وإن لم تنفع. ماذا لو: اتجهنا صوب المشروعات المنتجة للسلع والمنتجات، لا تلك المنتجة للعيال؟، بمعنى لماذا لا ندق على وتر المصانع والورش، بينما الأزمة ساخنة ومهيأة لإحداث تغيرات جذرية جراحية. كفانا مشروعات تنظيف خضار وتقطيعه، وتعبئة كراتين رمضان بمكرونة وصلصة وأرز وزيت وتوزيعها، وبين المتلقين كثيرون ممن يعيدون بيعها، وجمع تبرعات للغارمات الماضيات قدما فى تجهيز البنات وتزويجهن لتأهيلهن ليكن غارمات المستقبل القريب بدورهن، وتنظيم دورات تنمية بشرية حول كيف تكسبين محبة زوجك، وكيف تتفادى عصبية زوجتك، وعمل فرشة فى الشارع لبيع المنتجات البلاستيكية الرديئة والدباديب الفرو المزرية، وعمل فيديوهات كيف تسبك المسقعة وتتقن عمل المفتأة. لماذا لا يتم توجيه هذه القوى الإبداعية والعضلية والفكرية الهادرة صوب إنتاج منتجات وسلع بحق وحقيقى؟!، كثافة الإنتاج والانشغال بالعمل لساعات طويلة وشعور الشخص بأنه قادر على إنتاج ما ينفع ربما يدفع بالاقتصاد للأمام، ويرفع قليلا من مستويات المعيشة ويصرف الانتباه عن جنون ضخ العيال.
وماذا لو خاطبت الحكومة التجار المنتمين إلى «منظومة المتدينين بالفطرة» من محترفى تحين اللحظة الفارقة للقفز بالأسعار واستغلال حاجة المواطنين، وهم بالمناسبة كثيرون وسأمتنع عن قول إنهم أكثرية بطرق مختلفة، ليس من بينها «المناشدة» و«المحايلة»، ومنذ وعيت على الدنيا وأنا أسمع وأقرأ وأشاهد أحاديث عن «ضرورة ضبط الأسعار». صحيح أنها مشكلة عالمية، لكن لماذا لا نتوقف عن الطريقين المزمنين اللذين لا نحيد عنهما منذ عقود، ألا وهما: محاولة اختراع العجلة التى قتلها الأولون بحثا، ومناشدة التجار عدم رفع الأسعار، ومعها مناشدة المواطنين المقاطعة وعدم الشراء؟، صحيح أن حزمة العوامل، المتمثلة فى العرض والطلب وقيمة العملة المحلية فى مقابل الأجنبية والنمو الاقتصادى والأوضاع الجيوسياسية وغيرها، تتحكم فى الأسعار، لكنها تنطبق على دول الكوكب باختلاف قدراتها وفئاتها. فلماذا لا نقتبس ما يناسبنا؟!.

والحقيقة أن لا شىء سيناسبنا إلا لو أخلصنا فى مسيرة تطهير التعليم ولن أقول تحديثه. تعليم ذو محتوى جيد يساوى مواطنا قادرا على اختيار المسار الأفضل له ولأسرته وبلده، وليس مواطنا متلهفا على البناء على الأرض الزراعية وسرقة تيار الكهرباء وإنجاب المزيد من العيال فقط. والنقطة الأخيرة فى هبدى اليوم هى فصل الدين عما نحن فيه. سندعو الله أن يزيح الغمة ويرفع البلاء، لكن لن نركن على الدعاء فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو ماذا لو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon