توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ألفا» ونحن

  مصر اليوم -

«ألفا» ونحن

بقلم - أمينة خيري

الجريمة البشعة وأطرافها الضالعون من أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، حيث قتل وتقطيع أحشاء وتصوير «لايف»، ينبغى أن تكون رسالة مفادها أن الخطر لم يعد قادمًا، بل قدم قبل فترة زمنية ليست قصيرة، وأن سبل الوقاية والمواجهة والمقاومة التى أبديناها قاصرة وضعيفة ودون المستوى. مستوى هذه الجريمة وتفاصيلها وأدواتها تخبرنا أن الفجوة الزمنية بين جيل «بيبى بومرز» أو اختصارًا «بومرز» المولودين بعد الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الستينيات من جهة، وبين الأجيال الأصغر سنًّا، أجيال الألفية (1981- 1996) و«زد» (1997- 2010) و«ألفا» (2010- 2024) ليست واسعة، بل مترامية الأطراف.

وهذا الجيل الأخير «ألفا» الفارق الزمنى والفكرى والوجودى بيننا وبينه مفزع. وسبب الفزع لا فى الفروق العادية بين الأجيال، والتى هى سُنة الحياة، ولكن لأننا نحن الأكبر سنًّا لا ندرك حجم هذه الفروق، ولأنهم هم جيل «ألفا» صامتون منغلقون على أنفسهم قليلو الصياح قلّما يعبرون عما يفكرون فيه أو يجول فى قلوبهم وعقولهم، وهو ما يجعل الغالبية تعتقد أن «كله تمام»، وأن الأمر لا يعدو مجرد حفنة من أغنيات زاعقة «يتنططون عليها» أو ملابس غريبة يصرون عليها أو ما شابه. وربما هذا ما يفسر طريقتنا فى التعامل معهم: وعظ وإرشاد، قمع واستخفاف، فتوى تحرم هذا وأخرى تبيح ذاك، وشكرًا. كل تفصيلة من تفاصيل الطفل المصرى المقيم فى الكويت، الذى طلب من شخص فى مصر تعرف إليه «افتراضيًّا» اختيار طفل لقتله، وانتزاع أعضائه بغرض بيعها، ونقل عملية القتل والنزع عبر الـ«فيديو كول» فى مقابل خمسة ملايين جنيه تؤكد أن هذه الأجيال فى وادٍ غير الوادى.

.. بالطبع، هذه الجريمة البشعة ليست سمة جيل، ولا ترتقى لتكون ظاهرة أو تمثل فئة كبيرة أو حتى صغيرة من هذه الأجيال، لكنها مؤشر يخبرنا أنهم فى وادٍ يختلف عن وادينا. وادينا الوردى الذى نحل فيه مشكلاتنا بحملة توعية عنوانها «الدنيا حلوة»، ونواجه فيه مشكلاتنا بـ«إحنا أكبر من المشكلات»، ونداوى فيه جراحنا بـ«بكرة أحلى من النهارده»، ونعبر فيه عن وعينا بما يجرى فى العالم من تحديات وتغيرات كبرى بتدشين قطاع «معكم وبكم» وقسم «فيها حاجة حلوة» ووحدة «العين صابتنى ورب العرش نجانى»، بالإضافة بالطبع إلى تخصيص إدارة للفتاوى هدفها الردع والرد والزجر واللوم، هذا الوادى الوردى الزهرى الخلاب أشبه بأفلام الأبيض والأسود الرائعة التى نستمتع بها. هى أدوات جميلة ورائعة، ولكنها لا تعنى الكثير لهذه الأجيال، أو فلنقل بعضها. وللعلم، هى لا تعنى الكثير لهم على طرفى النقيض، بمعنى أن المقيمين فى الـ«دارك ويب» وغيرها من الأدوات والمنصات والتقنيات الحديثة بغرض سوء الاستخدام، وكذلك القابعون فى عوالم التطرف والتشدد الدينى، لا يسمعون كثيرًا لنا، ولا يستجيبون فى الأغلب لإصرارنا على معالجة عالم «الدارك ويب» بأساليب الوعظ الوسطى الجميل وأدوات الإرشاد الأبيض والأسود الرصين. الحاجة ماسّة إلى فتح صفحة جديدة أكثر منطقية وواقعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ألفا» ونحن «ألفا» ونحن



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon