توقيت القاهرة المحلي 17:08:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استفزاز التشتيت وفلسطين الموحدة

  مصر اليوم -

استفزاز التشتيت وفلسطين الموحدة

بقلم - أمينة خيري

الأكثر استفزازاً من التصريحات المستفزة الأعمال الإجرامية والأفعال الدموية والخطط الشيطانية. يجرونك إلى منطقة الكيد والحنق والغيظ، فتحقق الخطة مأربها، وتتوقف عند ما قاله هذا من ترهات وما يردده ذاك من خيالات مريضة، وتنسى أن الخطر الأكبر يجرى المضى قدماً فيه.

الترهات والسخافات التى يرددهها مسئولون إسرائيليون، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وزير ماليتها تسلئيل سموتريتش، والتى لمح فيها إلى «مسئوليتنا» عما فعلته «حماس» يوم 7 أكتوبر الماضى استوجبت الرد الحاسم والسريع والواضح، وهو ما حدث. لكن الأخطر من هذه الترهات والسخافات قدرتها أحياناً على صرف الانتباه بعيداً عن أصل المخططات وفصلها، والانجراف وراء التنديد ورد صاع الكلام صاعين.

مرة أخرى، علينا أن نرد الصاع صاعين، ولكن دون أن ننصرف بعيداً عما يُحاك لنا، تارة بالتلميح وأخرى بالتصريح وثالثة عبر خلط «الهبل على الشيطنة». ومن ضمن الأساليب التى تتبع عادة فى مثل عظائم الأمور التى تجرى حولنا أسلوب «فرق تسد» أو «دق على أوتار الجبهة الداخلية». ويقينى وأملى أن تكون جبهتنا الداخلية متيقظة لما يجرى، لا سيما أن محاولتى نشر عدم الثقة والتشكيك مموهتان، مرة فى جلباب الإنسانية وأخرى خلف عباءة الرحمة.

عموماً، مَن يشكك فى إنسانية المصريين أو فطرتهم المبنية على الرحمة والتراحم فهو جاهل. ومن يدق على أوتار خربة فاسدة، فمآل مخططاته الفشل الذريع، ولو بعد حين.

حين يعتقد البعض أن الضغط الدولى على إسرائيل لوقف أو تخفيف أو تعديل ما تخطط له سيسفر عن نتائج، فأغلب الظن أنه اعتقاد خاطئ. وحين يصدق البعض ما يقال ويكتب ويتم طرحه على هيئة أسئلة على شاكلة: أمريكا ستضغط على إسرائيل من أجل كذا، أو المجتمع الدولى سيجبر إسرائيل على كذا، أو غيرها من الأقاويل، فهى غير مؤثرة على أرض المعركة، التى هى أرض الواقع. وطبيعة العلاقة بين إسرائيل و«المجتمع الدولى» تحتاج إلى كتب ومراجع فى التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والمال والأعمال والمصالح وعقد ذنب الماضى وغيرها كثير.

رائع جداً الحديث عن مفاوضات أو تحركات أو آمال لحل الدولتين المزمن. وجميل جداً جداً أن تلوح فى الأفق «دولة فلسطين». والأجمل والأروع أن تكون «دولة فلسطين واحدة موحدة»!

وعلى الرغم من أن السياسة لا عزيز لها، أو عدو دائم فى عرفها، إلا أن المصالح المشتركة وكذلك المخاطر المشتركة هى خير ضامن للعلاقات الطيبة المستدامة بين الأمم والدول.

وفى الأمم والدول يسود أحياناً اعتقاد أن «العين بالعين والسن بالسن» بالمعنى الحرفى للعبارة. بمعنى آخر، يؤمن البعض بما يقال على سبيل الهزل، لكنه يتحول إلى جد فى عرف البعض حين يقال: «تفقع لى عين، أفقع لك اثنين»، وأتحدث هنا عن حديث «التطرف الدينى» فى المجتمع الإسرائيلى. ودعونا مبدئياً نشير إلى أن إسرائيل قامت على أساس متطرف، ألا وهو دولة للمنتمين لديانة بعينها هى اليهودية. هل هناك تطرف أكثر من ذلك؟

يتباهون بالديمقراطية، وبحرية التعبير، ورفاه العيش، وجودة الحياة إلى آخر القائمة كما يشاءون، لكنها جميعاً مصادر مباهاة وتفاخر لبشر دون غيرهم بناء على المعتقد، وأحياناً العرق والإثنية. لكن هل الحل يكون بالدعوة إلى مزيد من التطرف أو التشدد الدينى عندنا سواء كعرب أو مصريين؟ حين تتحول المواجهة بين الإسلام واليهودية، هل سيضمن ذلك تحرير الأرض المغتصبة وإنقاذ مَن تبقوا على قيد الحياة فى داخل تلك الأرض وتحقيق حياة جيدة لهم؟

حين نتابع تظاهرات ومسيرات فى بريطانيا أو فرنسا أو إسبانيا أو أمريكا منددة بأفعال إسرائيل ومطالبة بحقوق الفلسطينيين، لماذا نسارع إلى تناقل أخبارها وإعادة نشرها؟ هل لأن جميع المتظاهرين مسلمون أو عرب؟ أم لأن غالبية المتظاهرين مؤمنون بتحرير الأرض وصد المعتدى ومعاقبة الغاشم؟

وبعيداً عن «الغشم»، وعلى سبيل «العشم» أقول إننى سافرت من القاهرة إلى الإسكندرية بالقطار بعد طول غياب. والحقيقة أننى رأيت وسعدت وافتخرت بما خضعت له محطة مصر فى القاهرة من تعديل وتغيير وتجديد، ليس فقط فى الشكل والمظهر، ولكن فى مظاهر الضبط والربط التى ظلت مفتقدة لسنوات.

عاد الكثير مما افتقدناه من حسن معاملة الجمهور من قبل الموظفين والعمال، وعادت الإذاعة الداخلية لمواعيد القطارات وأرقام الأرصفة، ومواقع العربات تعمل بدقة، وإن كان الصوت يحتاج إلى مزيد من الوضوح، وأصبحت هناك حمامات عامة آدمية، كما أن الضبط والربط والأمن داخل القطارات جيد جداً، وملحوظتى تتعلق بنظافة القطارات، بما فيها الدرجة الأولى المكيفة، حيث يجرى كنس ما يلقيه السادة المواطنون من قمامة وهو ما يستوجب تطبيق مخالفات صارمة آنية، لكن التفاصيل الدقيقة والدواخل مثل صينية التقديم الملحقة بالمقاعد فى حالة مزرية وتحتاج إلى عين فاحصة، بالإضافة إلى هذه الكائنات الصغيرة ذات الأنوف المدببة والآذان الصغيرة والأجسام المغطاة بالفرو عدا الذيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفزاز التشتيت وفلسطين الموحدة استفزاز التشتيت وفلسطين الموحدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon