توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

  مصر اليوم -

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك

بقلم - أمينة خيري

 

حسناً فعلت الهيئة الوطنية للانتخابات بعقد مؤتمر صحفى لإعطاء المؤشرات الأولية لبدء مشوار الانتخابات الرئاسية، يوم الاثنين المقبل يتم الإعلان عن قرار الهيئة دعوة الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين للانتخابات، مع تحديد جدول الإجراءات والمواعيد.

وحسناً فعلت الهيئة بالتأكيد على أنه سيسمح لمنظمات المجتمع المدنى والإعلام المسجلة لدى الهيئة بمتابعة سير العملية الانتخابية.

وحسناً فعلت الهيئة بتأكيدها على أنها تقف على مساحة واحدة من جميع المرشحين، وذلك فى إطار التنويه بعدم التهاون مع أى شخص أو مؤسسة تشكك فى عملها أو فى نزاهة العملية الانتخابية.

وبالطبع التشكيك فى النزاهة يختلف عن التساؤل عن بعض النقاط، أو استيضاح بعض الإجراءات.

التشكيك سمة المتربصين لتوجيه اتهامات مرسلة.

أما طلب الاستيضاح والبحث عن معلومات والسؤال عن أسباب فهى مفتاح المعلوماتية والمصداقية والشفافية، والذى لا يختلف عليه اثنان.

أقول «حسناً فعلت»، لأن ترسانة المتربصين تنتعش وتتمدد فى أجواء السكون الرسمى.

ورغم أنه سكون عادى يسبق بدء العمليات الانتخابية، فإنه فى الوقت نفسه يعطى كل مَن فى نفسه هوى الفرصة ليشطح بالخيال ويبحر فى فضاء التخيلات.

وبمناسبة فضاء التخيلات، أقول إن جميعنا أصبح شاهد عيان على ما آلت إليه أحوال الأثير العنكبوتى.

منصات التواصل الاجتماعى وغيرها من وسائل تتيحها الشبكة العنكبوتية والشركات الذكية هى بالتأكيد أدوات تواصل واتصال وتمكين، لكنها قادرة أيضاً على أن تكون أدوات تفتيت وتشكيك وبث أجواء عدم اليقين.

المؤكد أن ما نبثه كمستخدمين على أثير الـ«سوشيال ميديا» فيه الصالح وفيه الطالح.

لكن لزوم الإثارة والتريند والتحليق فى عوالم الشهرة يدفع البعض أحياناً إلى ادعاء المعرفة، أو نشر الجهالة، أو نثر الفتنة، بعلم وقصد أو بدون.

وبدون الدخول فى كوكب الـ«سوشيال ميديا» المصرى حيث المحتوى المليارى، وحيث هبد كثير وعلم قليل، فإن ضبط هذه الأجواء الافتراضية عملية تعليمية وتثقيفية مستمرة.

العالم الآن يتحدث عن محو الأمية الرقمية ومعها نشر وتجذير وتوثيق الثقافة الرقمية، التى هى مسئولية أولاً وأخيراً.

وأخيراً، وبينما سكان الكوكب غارقون فى محاولات استيعاب ما يجرى بينهم وحولهم من أحداث وحوادث متلاحقة، من كوارث من صنع الإنسان حيث الصراعات المزمنة والمتجددة، وأخرى طبيعية (وربما شارك فيها الإنسان بالتدخل فى التوازن الطبيعى وتخريب المعادلات المناخية) من زلازل وأعاصير وفيضانات وجفاف، إذ بصراع قديم جديد يطل برأسه اسمه إقليم ناجورنو كاراباخ.

هذا الصراع الممتد منذ عقود بين أذربيجان وأرمينيا الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين فى منقطة القوقاز يطل برأسه متسبباً فى خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات كل بعض سنوات.

الإرث الثقيل الذى تركه الاتحاد السوفيتى السابق يأبى أن يخفف أحماله. وما حرب روسيا فى أوكرانيا الدائرة رحاها دون هوادة أو هدنة أو ملمح تهدئة على مدار 576 يوماً إلا نموذج صارخ لهذا الإرث المشتعل المتجدد.

البعض يقول إن هذا إرث آخر زعماء الاتحاد السوفيتى ميخائيل جورباتشوف، والذى ما زال كثيرون يعتبرونه السبب فى زوال «دولة» الاتحاد السوفيتى إحدى قوتين عظميين فى العالم، بينما آخرون يعتبرونه «مهندس الإصلاح» الذى مكَّن هذه الجمهوريات المتناحر الكثير منها الآن على الاستقلال.

والبعض الآخر يعتبر ما يجرى من صراعات ملتهبة وأخرى تجدد نفسها بين الحين والآخر نتيجة طبيعية لتفكك الإمبراطوريات الكبرى، حيث تنشأ نزاعات بعضها دموى، لكنها لا تلبث أن تهدأ وتختفى بعد سنوات أو عقود ثم يمضى البعض فى طريق التنمية والتطور، ويصر البعض الآخر على الدوران فى حلقات الصراع والتناحر المفرغة.

حلقات الصراع والتناحر المفرغة ليست حكراً كما يبدو لنا بالعين المجردة على الإمبراطوريات الكبرى فى مرحلة تفككها، ولكن آثارها تطل برأسها أيضاً على مرمى حجر منا.

«دانيال» الذى ضرب ليبيا قبل أيام جعل من درنة «مدينة غير قابلة للسكن»، وذلك بعد ما قتل الآلاف وشرد الآلاف وكبَّد الليبيين المليارات.

وقبل كل ذلك، تكبدت ليبيا المليارات بسبب صراع مسلح أتم عامه الـ12.

تراجع إنتاج النفط، وأصبح ثلث سكان إحدى أغنى الدول العربية يعيشون تحت خط الفقر، وانكمش الاقتصاد بنسبة 12 بالمائة العام الماضى.

وما لبثت مؤشرات اقتصادية إيجابية طفيفة تلوح فى الأفق، حتى قرر «دانيال» أن يضرب بعنف.

يقولون إن الأمل يولد من رحم المعاناة، ونتمنى أن تولد النجاة من رحم المأساة.

أمارات تشير إلى توحد الفرقاء لمواجهة الكارثة المروعة، ولكن تحول الأمارات الآنية إلى خطوات فعلية مستدامة يتطلب الكثير.

الكثير يجرى من حولنا، ومنه كذلك خطوات تلوح فى الأفق لزرع شرائح فى أدمغة مصابين بالشلل لبدء تجارب تمتد لسنوات على إمكانية قراءة ما يدور فى أدمغتهم عن طريق الكمبيوتر الذى يستجيب لرغباتهم فى تحريك المؤشر وغير ذلك. إنها أحدث خطوات إيلون ماسك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك انتخابات وإرث سوفيتي وفرقاء ليبيا وشريحة ماسك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon