توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تيركيى» وانتخابات 2023

  مصر اليوم -

«تيركيى» وانتخابات 2023

بقلم - أمينة خيري

اعتمدت الأمم المتحدة «فورًا» اسم تركيا الجديد. أصبح اسمها «تيركيى» وليس «تيركى». وطلبت أنقرة عدم استخدام أي اسم آخر سوى الاسم الجديد، وإلا اعتبر ذلك «مؤشرًا سلبيًّا». تغيير الاسم يبدو لكثيرين أمرًا غريبًا لفرط «بساطته»، حيث الفرق في النطق أو الكتابة يكاد يكون غير ملحوظ. لكن عملية تغيير الاسم لها ألف معنى وغاية. وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو ظهر في صور على حسابه على «تويتر» وهو يوقع الرسالة الرسمية الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والمطالبة رسميًّا بتسجيل اسم البلاد بالنطق والهجاء الجديدين لدى المنظمة الأممية بكل لغاتها، وذلك في خطوة مدروسة لجذب الانتباه وتجهيز معروف أنه سيستحوذ على القيل والقال لفترة. الوزير التركى قال القليل المفيد: «الرئيس أردوغان يرغب منذ نهاية العام الماضى في تعزيز قيمة اسم بلادنا»، وهو اسم معتمد منذ فترة في العلامة التجارية «صنع في تيركيى».
اسم أردوغان مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحملة تغيير الاسم داخليًّا وخارجيًّا. في الداخل، تكسبه الحملة شعبية باعتباره حامى حمى الحضارة والثقافة والقيم والهوية التركية. ولم لا، وهو يردد منذ ما لا يقل عن عام أن «تيركيى» هو الاسم الأفضل تعبيرًا عن الثقافة والحضارة والقيم التركية؟! وفى الخارج يعزز الرئيس التركى صورته الذهنية باعتباره «الزعيم المختلف». فهو رئيس الدولة المتأرجحة بين الشرق والغرب، والتواقة لعسل الاتحاد الأوروبى دون التصريح بذلك علانية، والساعية لجمع كل الأوراق في يد واحدة، والمستعدة لتقديم سبت التنازلات حتى تحظى بأحد المميزات ولكن بعد صبغ التنازلات بصبغة الهوية والقومية والمعتقد والثقافة.

الاتحاد الأوروبى لا يفوت فرصة إلا ويعبر فيها عن قلقه الشديد في شأن ملف حقوق الإنسان، وسيادة دولة القانون، وانسحاب أنقرة من «اتفاقية إسطنبول» لمكافحة العنف ضد المرأة. وتركيا لا تفوت فرصة إلا وتعبر عن المميزات والفوائد التي ستعود على الاتحاد الأوروبى من انضمام تركيا. وكلاهما يعود ويؤكد على أهمية الشراكة والتعاون والتفاهم مع الآخر. آخر حلقة في مسلسل الشد والجذب كانت حرب روسيا في أوكرانيا. والرئيس أردوغان لا يألو جهدًا في «تقطيم» الاتحاد الأوروبى واستحضار المقارنة بين أوكرانيا وتركيا في كل مناسبة. فهو دعا الاتحاد الأوروبى إلى إبداء الحساسية نفسها واللهفة ذاتها اللتين يبديهما تجاه أوكرانيا. ويؤنب الاتحاد بالتساؤل إن كان سيضع تركيا على جدول أعماله إن تعرضت لهجوم مماثل.

تغيير اسم تركيا وضعها مجددًا على خارطة الاهتمام الدولى. وأغلب الظن أن تغيير الاسم لا يتعلق كثيرًا بالنأى عن معانٍ مثل «الديك الرومى» وهو أحد معانيها بالإنجليزية، أو حتى بـ«الفشل الذريع» أو «الشخص الغبى» حسبما يرد في بعض القواميس. الأمر يتعلق أكثر بتحسين صورة، وجذب انتباه، واستعادة شعبية في ظل أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة، والاستعداد لانتخابات رئاسية في يونيو 2023 بعد 20 عامًا من حكم أردوغان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تيركيى» وانتخابات 2023 «تيركيى» وانتخابات 2023



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon